10 مجالات واعدة لشركتك الصغيرة في مرحلة ما بعد كوفيد 19
من غير الوارد ارتجال التريّث في قطاع يمر بمخاض الركود، ولكن الخبر السار هو أنه بينما لم تعد قطاعات الفنادق والمطاعم في رواج حقيقي، تشهد مجالات أخرى احتياجاً متنامياً بشدة. من الوساطة وخدماتها إلى مرافقة الأشخاص، من الحرفية الفنية إلى تطوير التطبيقات المخصصة لإدارة الاشتراكات، نقدم لك هنا نظرة عامة على الأفكار التي ينبغي تقويتها.
الفكرة الأولى: المزيد من التدريب عن بعد
إذا كان هناك قطاع واحد استفاد (ولا يزال يستفيد) من أزمة كوفيد، فهو قطاع التدريب. في آذار (مارس) 2020، وبين عشية وضحاها، تحول الجميع (أو الأكثرية) إلى العالم الرقمي: المعلمون للتدريس، الطلاب للتعلم، والآباء للتدرب…لقد عشنا تجربة متسارعة مع التعلم الرقمي أكبر مما كانت عليه في الأيام الأولى من تكنولوجيا التعليم.
لكننا لسنا في مجال تشبّع قطاع التعليم بالخدمات بعد، كما تقول (ليتزي ماريك، المؤسس المشارك لشركة Educapital، وهي صندوق استثماري خاص في هذا المجال) وعلى سبيل المقارنة، فإن 3٪ فقط من سوق التعليم حالياً مرقمنة، مقارنة ب 50٪ من وسائل الإعلام.
وجميع مؤشرات النمو هم على الضوء الأخضر في هذا السوق؛ الذي يمكن أن يقدر ب 500 مليار يورو في جميع أنحاء العالم بمطلع العام 2025. وهو يشمل التدريب المستمر، إدارة مواهب اكتساب المهارات، والمهن الجديدة، وكل شيء تقريباً لا يزال يتعين اكتشافه في السوق.
على سبيل المثال: استناداً إلى الذكاء الصناعي يقوم تطبيق الويب Lalilo -المستخدم من قبل المعلمين- بتكييف مسار القراءة تلقائياً لكل طالب وفقا لتقدمه الحقيقي، وهو أمر ذكي يمكن العمل عليه مستقبلاً.
الفكرة الثانية: العناية بالصحة النفسية
من الآن وحتى عام 2030، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، سيكون الاكتئاب أول معاناة في العالم. في فرنسا؛ نتوقع أن ربع السكان سيتأثرون بمشكلة ما في الصحة النفسية في السنوات القادمة.
ينفق الضمان الاجتماعي في فرنسا بالفعل 23 مليار يورو سنوياً على هذا المجال، ومشاكل الصحة العقلية هي السبب الرئيسي لتوقف العمل على المدى الطويل في الشركات، الأمر الذي يعطي فكرة لرجال الأعمال عن كيف يمكن أن يكون عليه القطاع. إن تجمع MentalTech يجمع بين 25 لاعباً رقمياً مهتمين بمجال الرعاية الذاتية، مثل (تطبيقات Kwit للإقلاع عن التدخين، أو Petit Bambo للتأمل). كل ذلك في سبيل تقييم الصحة العقلية ورفاهية الموظفين، والدعم إذا لزم الأمر، والاستشارات عن بعد، والتي تنمو بسرعة في هذا المجال.
ومن بين: المختارين الذين لم يتم اكتشافهم بعد، مقدمو الرعاية في مجتمع الأعمال؛ الذين يعتنون بالأطفال أو الآباء الضعفاء، وهم أنفسهم معرضون بشدة لخطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، توضح الدكتورة (فاني جاك، وهي طبيبة نفسية، ومديرة الصحة العقلية في Qare ورئيسة MentalTech): “يمكننا مثلاً تطوير أداة تعاونية بين الوالدين والطفل من شأنها تحسين إدارة الضغوط ذات الصلة”.
الفكرة الثالثة: الزراعة من الحقول إلى المدينة
بحلول عام 2027، سيكون 45٪ من المزارعين في سن التقاعد، ولاتزال هذه المهنة تكافح من أجل تموضع مستثمرين جدد، ولكن من يهتم؟، ولتزيد الصدمة؛ هناك حوالي 21 ألف شخص يأتون كل عام إلى نقاط الاستقبال الموجودة في غرف الزراعة من أجل العمل، ولكن 60% منهم لا يملكون خلفية زراعية.
(نيكولاس ريفول هو رائد أعمال)، عمل عشر سنوات كمدير لتحسين مشروع أريان، ثم بعدها أطلق مشروعه الخاص المعروف بمزارع من أجل مدينتي: ” Des fermes pour ma ville”وهي شركة تهدف إلى إنشاء مزارع في ضواحي المناطق الحضرية، من أجل تطوير دوائر توزيع قريبة من المدن للغاية (بين 5 و10 كيلومترات). بعد عامين من انطلاق آريان، قمنا للتو بقطاف أولى حبات الخس لديه في مزرعة من مزارعه، ولقد كان الأمر صعباً ومجهداً للغاية، ولكنه مطلوب. نحن اليوم في وقت السيادة الغذائية، وإن الأمر طارئ ومثير من أجل المستقبل.
الفكرة الرابعة: الأبوة قصص عائلية للفهم
مرافقة ما بعد الولادة هي مهنة لم يسبق للآباء أن طلبوها، حيث إنها كانت تعتبر مسألة من الرفاهية والكماليات، ولكن لقد انتقلنا من فكرة تربية “الأطفال العقلاء أو المؤدبين” إلى فكرة تنشئة الأطفال الأذكياء، كما توضح (سيلين سيريتليس من “مؤسسة Paizi”، وهي شركة تدريب للآباء) لقد تغيّر مكان الطفل ومعه تغيّر دور الوالدين؛ فنحن لم نعد أمام تلك الأبوة التقليدية التي يسأل عنها الأب والأم، بل نحتاج إلى جهود مكثفة تفتح أسواق واسعة.
ورغم أن السوق لم ينضج بعد، وقد يكون طلباً طارئاً ومؤقتاً، إلا أنه قد ينشئ فرص واسعة في مجالات مختلفة للشركات الصغيرة والمتوسطة، لذا علينا أن نكون حذرين وأن نراقب الأمر عن قرب.
بعد عشر سنوات من عملها كمديرة اتصالات لمجموعات كبيرة (Galleries Lafayette وHSBC) وثلاث فترات راحة للأمومة، قررت (سيلين فيراري) أيضاً الاستثمار في قطاع الأبوة، وضعها اليوم يتجلى في ملفات بودكاست؛ حيث تجمع شهادات من أولياء الأمور، والحياة الأسرية، والمرح.
تقول سيلين: “أريد أن أنقل خطابًا إيجابيًا، يجمع نموذج عمله بين الرعاية والبودكاست ذي العلامات التجارية” وتضيف “إن ملفات البودكاست التي أشهد عليها هي بمثابة واجهة لإقناع العلامات التجارية بنقل قيمها من خلال دعم المجتمع”.
الفكرة الخامسة: حرفة صناعة الطعام الصحي
في الصناعة الحرفية البسيطة، يعتبر الطعام نجاحًا ورائعًا؛ عندما نتكلم عن الكعك، ومحلات الآيس كريم، والمعجنات الخالية من الغلوتين، ومصانع الجبن، وعربات الطعام الصحي، ومحمصات القهوة، وتربية النحل… وأفكار أخرى.
هذا التوجه شاهد على الاضطراب في عادات الاستهلاك لدى الفرنسيين وعموم الشعوب حالياً، حيث يجمع الأمر بين الارتكاز إلى سلاسل التوريد القصيرة، والرغبة في تناول طعام محلي صحي.
تطور الاستهلاك لمنتجات البادية والريف، كما تشير (كاثرين إيلي، مديرة الدراسات في المعهد العالي للتجارة ISM):”في هذه المحلات التجارية القريبة، يتم استدعاء العملاء بأسمائهم الأولى، ويتم إخطارهم عبر رسالة نصية قصيرة بأن طبقهم المفضل قد وصل إلى المتجر، وأن طلبهم جاهز”. وتقول (لاتيتيا فور، مؤسسة ومديرة مكتب Urban Sublime للابتكار والتبنؤ): “إنك تشارك منتجاتك الجديدة على Instagram مع مجتمعك؛ إنها طريقة أخرى لممارسة الأعمال التجارية”. لقد أصبح Ultralocal (المحلي للغاية) هو الرفاهية الجديدة.
لدرجة أن (أرماند أرنال-Armand Arnal، الشيف المعروف): بات يقدم سلال ووجبات من حديقته النباتية الشهيرة، وهي تعكس الرغبة في طعام يأتي مباشرة من الحقل إلى الطبق. لقد قام مبتكرو TomoGrow بتثبيت مزارعهم الصغيرة المستقلة في محلات السوبر ماركت للمستهلكين الذين يختارون النكهات الخاصة بهم من خزائن المزارع.
الفكرة السادسة: القوة الشرائية وتحسين المدخرات
ع تضخم متنام؛ يتمثل بارتفاع كبير في الأسعار، وتضائل الأجور أمامه، فإن القوة الشرائية للجميع آخذة بالتدهور، لذا جميع المنتجات والخدمات لتحسين مواردهم المالية كانت (وستكون) موضع ترحيب.
وبالتالي، من أجل السماح للمستهلكين بالتوفير في الاشتراكات في الموسيقى أو الفيديو أو خدمات الوسائط عبر الإنترنت، تسمح منصات مثل Spliiit أو Diivii أو Sharit بمشاركتها مع الغرباء، لاسترداد بضعة “يوروهات” كل شهر.
“بحلول عام 2025، يجب أن ننتقل من 10 إلى 20 اشتراكاً لكل فرنسي في المتوسط”، كما تقول (لاتيتيا فور، خبيرة إدارية) وسيكون لدى 75٪ من الشركات الجديدة نموذج أعمال قائم على الاشتراك. كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة Ipsos أن 35٪ من الفرنسيين غير قادرين على تذكر الخدمات التي يشتركون فيها! إذاً حان الوقت لإنشاء تطبيق لإدارة اشتراكاتهم.
الفكرة السابعة: الفنون والحرف اليدوية الفاخرة تحت الأنظار
قفزت تسجيلات الأعمال في قطاع الفنون والحرف بنسبة 30٪ في عام 2021، وفقاً لأحدث مقياس ISM – Maaf، على سبيل المثال: السيراميك، صنع الخزانات، عمل الحديد واللحام؛ الطامحين إلى هذا النوع من إعادة التحويل يهربون من وظائف ضعيفة القيمة ويريدون إعطاء معنى لعملهم. المهن التي تعمل بشكل أفضل هي تلك التي تصدر الجانب الأخر الذي يمكن اكتشافه في العامل، أي الذي يعتمد على الشغف، وخاصة في مجال السلع الفاخرة.
هنا لا يكفي صناعة منتج مرضٍ لك، بل يجب أن نعيد إرث الأجداد وحضارتهم، وهذا يضمن المزيد من السياح كما تؤكد مراكز الدراسات الإدارية، عليك أيضاً أن تروج هذه المنتجات عبر الإنترنت.
للترويج لعملها كخزفية بلمسة نسيجية، تستقصي (سونيا دي مونشي)، في الصالونات المخصصة، واستأجرت خدمات وكيل ومعرض متخصص في الفنون والحرف اليدوية، وتقول دي مونشي: “بالنسبة لطاولة بسعر 4000 يورو، أقتسم رقم الأعمال مع المعرض، لكنه يترك لي المزيد من الوقت للإبداع لذلك فهي مربحة”.
الفكرة الثامنة: التوصيل
دعنا نبدأ بهذه الإحصائية التي تقول: “ما يقرب من 30٪ من المستهلكين لم يعودوا يرغبون في الذهاب إلى المتجر للقيام بالتسوق”، لذلك ليس من قبيل المصادفة أننا نشهد عودة تجمع مبيعات المنازل، ولكن أيضاً تطوير عمليات التسليم المحلية، والتي يفضل أن تكون صديقة للبيئة، حيث تقول (لاتيتيا فوري): “أصبحت لوجستيات الكيلو متر الأخير لإيصال المنتجات إلى المستهلك أمراً بالغ الأهمية”، ليس على نطاف صغير، ولكن من جميع المتاجر، بما في ذلك متاجر الكبيرة ككارفور مثلاً. تؤكد (لورانس تاسون، وهي رئيسة مرصد إنشاء الشركات في Bpifrance بمدينة نيس الفرنسة): “يسلم البائع بضائعاً لعملائه ما بين الساعة 5 مساءً و2 صباحًا على دراجة هوائية مرفقة ببطارية الشحن، وهي ماكينة غير ملوثة للبيئة وصامتة، هكذا تعتبر الخدمة أكثر من مجرد توصيل بالنسبة للعملاء.”
الفكرة التاسعة: اليد الثالثة، نحو إعادة تدوير المواد المعاد تدويرها
تعتقد ( Mélanie Pillaud ميلاني بيلو، مبتكرة La Chambre de Mila، وهي خدمة فندقية راقية) أن اقتراح صناديق من الملابس المستعملة للأطفال سيكون أمراً مثالياً في حال تم تبادل الملابس التي لم تعد مناسبة للطفل، كما تخطو مديرة العلامة التجارية السابقة في Alinéa خطوة جريئة، عبر برنامج يمكن للعائلات إعادة القطع عندما تصبح الملابس صغيرة جدًا، بالمقابل يحصلون على قسيمة شراء يمكن أن يستفيدوا منها في شراء ملابس جديدة.
“إذا كانت الملابس لا تزال في حالة جيدة يعاد وضعها في دائرة اليد الثالثة، وتباع بأسعار أرخص، وفي حال كانت بالية، نقوم بتحويلها محليًا إلى مناديل”، كما توضح مؤسسة محلات تعتمد على فكرة الاستفادة من الملابس، إنه اقتراح تجاري يتناسب مع العصر الذي يجب أن يتسم بالمسؤولية، حيث لايجب أن نحمل المستهلكين الذنب على مايحصل في البيئة، بل يجب علينا أن نوجههم ونقدم لهم حلول بسيطة صديقة للبيئة وعملية وذات فائدة اقتصادية.
الفكرة العاشرة: مساعدة المستهلكين للحد من الإعادة في التجارة الإلكترونية
العملاء ليسوا الوحيدين الذي يحاولون الحفاظ على نقودهم، فالتضخم يضغط أيضاً على أرباح الشركات، وبالنسبة للبعض أصبحت تكلفة إرجاع الطلبات المقدمة عبر الإنترنت لا تطاق. بعض العلامات التجارية مثل Zara ترتب عليهم من الآن فصاعدا 1.95 يورو، أي أنك عندما تريد أن تعيد غرضاً ما، عليك أن تدفع ولن يكون الأمر مجاناً.
يقول (بيير نيكولاس شواب، مدير Into the Minds، وهي شركة دراسات توجهات المستهلكين):”جميع الوسائط التي ستجعل اختيار المستهلك أكثر موثوقية لها مستقبل مشرق”.
يساعد تطبيق Treedy’s، على سبيل المثال، في تحديد حجم الملابس المناسب باستخدام تقنية مسح الجسم الفوري، وذلك لتجنب الخطأ وتوفير أغراض الإعادة، وبالنسبة لشبكات أخصائيّ البصريات، طورت STS تطبيقًا يسمح في بضع ثوانٍ بالتجريب الافتراضي للنظارات، وكذلك قياس مسافة الحدقة، وبالتالي يستطيع الشخص أن يجرب كل شيء قبل أن يقوم بالطلب.
قد يفيدك هل انت مستعد لريادة الأعمال؟
مقال مترجم من مجلة الإدارة الفرنسية، العدد 304، بقلم: سيلفي لايدديت.
Share this content:
إرسال التعليق