نموذج مصرف بغداد في التحول الرقمي

في ظل التطورات والتغيرات المتسارعة التي يعيشها القطاع المصرفي وزيادة حدة المنافسة بينها وتطورات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والإنترنت، شهد العمل المصرفي الإلكتروني توسعاً ملحوظاً وتطور كبير يساهم في نمو الاقتصاد، حيث يعد مصرف بغداد عصب الحياة الاقتصادية للبلد، ويعد أهم المؤسسات المالية التي لها دور فعال في تنمية الاقتصاد العراق. 

لقد شهد العالم اليوم تطوراً وتقدماً كبيراً في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لذا ينبغي على المؤسسات المصرفية أن تواكب تكنولوجيا التحول الرقمي، وتحديد متطلبات العمل المصرفي الحديث الذي يزيد من نجاح المؤسسات المالية، وتعظيم ثروة المودعين. 

النموذج مصرف بغداد: 

يعد مصرف بغداد واحداً من أهم المصارف التجارية في العراق، حيث إنه يسعى لتقديم الخدمات المالية بجودة عالية، وقد تطور مصرف بغداد خلال السنوات الماضية، من السوق المحلي إلى السوق المصرفي العالمي. تأسس مصرف بغداد في عام 1992، وهو أول مصرف رخص له في العراق، وشهد المصرف نمواً استثنائياً، حيث إنه قد حقق نجاحاً كبيراً من خلال التعزيزات التقنية من أجل الاهتمام الاستراتيجي في المستقبل، فلهذا يلعب المصرف دوراً فعالاً في إعادة بناء العراق والاستفادة من الفرص من أجل تطوير القطاعات النفطية وغير النفطية. ويعتبر المصرف من ضمن النماذج الحديثة التي سعت وبقوة في تطبيق نموذج التحول الرقمي في تقديم الخدمات المالية للعملاء. 

تجربة في التحول الرقمي: 

نتيجة التطور الهائل الذي يشهده العالم في تكنولوجيا المعلومات الرقمية والتي ألقت بظلالها على المصارف العراقية، ظهرت الحاجة لتبني مصرف بغداد استراتيجيات التحول الرقمي في العمليات المصرفية، والأداء المالي الاستراتيجي. 

وسعى المصرف من خلال تجربة التحول الرقمي في البنوك إلى تحقيق جملة من المنافع والفوائد التي يمكن أن تتحقق بفعل تطبيق هذا النموذج، وتمثلت أهم تلك المنافع في: تقديم الخدمات المالية بشكل أكثر سرعة، وذلك بفعل إدخال التكنولوجيا الحديثة في العمليات المساعدة في تقديم الخدمة المالية. وللتحول الرقمي أهمية في الصناعات المالية المصرفية، حيث إن له دور كبير في إيجاد وابتكار طرق جديدة في العمل الصناعي المصرفي مثل زيادة الاستثمار في التكنولوجيا المالية حسب تعريف مجلس الاستقرار المالي “Fintech”. 

     تبنى المصرف لعب دور الوساطة بين المشترين والبائعين من أجل تسهيل إنجاز مهمة العمليات المصرفية الإلكترونية وليس فقط مجرد الخدمات التي يقوم المصرف بتوفيرها، وإنما أصبح للمصرف مواقع إلكترونية مالية وتجارية واستثمارية، من خلالها يمكن الحصول على مختلف تلك الخدمات من خلال شبكة يرتبط بها جهاز الحاسوب الخاص بالعميل. 

     طبق مصرف بغداد نموذج التحول الرقمي وذلك لأنه يعتبر جزءً أساسياً في حل العديد من المشكلات المرتبطة بالعملاء، كما أن التحول الرقمي له دور كبير في تحقيق معدلات أفضل للمنافسة والبقاء في السوق، وكذلك من أجل تخفيض النفقات التي يتحملها البنك فإذا ما قمنا بمقارنة بسيطة بين تكلفة إنشاء موقع إلكتروني للمصرف على شبكة الإنترنت وبين افتتاح فرع جديد للمصرف وما يتحمله ذلك من نفقات تخص المباني والأجهزة والكفاءات الإدارية، فسنجد أن تكلفة التحول الرقمي أقل بكثير. كما سعى مصرف بغداد إلى اتباع أساليب العمل المصرفي الإلكتروني لأنه يعد وسيلة لتعزيز حصة المصرف في الأسواق المصرفية. 

 أهم خطوات في التحول الرقمي

هو تطبيقه لبعد المقاصة الإلكترونية، والتي بدورها أنجزت حجم هائل من التعاملات المالية “الدائنة أو المدينة” بشكل مستمر ويومي، وبسبب التطور الكبير لأنظمة الدفع اتبع مصرف بغداد نظم جديدة في نظام التسوية الإجمالي، وهو ما يسمى بمقاصة الصكوك الإلكترونية المتمثلة في دفع الحوالات في يوم أو يومين، وربط المنظمات المالية ببعضها البعض بطريقة إلكترونية.

     كما طبق مصرف بغداد نظام التسوية الإجمالية الآنية في تعاملاته، وهو نظام يوفر آلية يمكن من خلالها الحصول على المعالجة والتسوية النهائية إلى أوامر الدفع عالية القيمة، التي يمكن مبادلتها بصورة مستمرة للمشاركين فيها خلال يوم العمل، ويعمل هذا النظام على التقليل من التنفيذ اليدوي للعمليات وتجنب المخاطر التي تنشأ من إجراء التسوية الشاملة للمدفوعات بين المصارف، كما يحتوى النظام على مميزات الأمان، لحمايته من الاختراق بواسطة البرمجيات الخبيثة. 

     إضافة إلى ذلك تغير نظام المدفوعات للعمليات المصرفية العالمية في مصرف بغداد من العملة المعدنية والأوراق إلى الإجراءات الإلكترونية، والتي تعتبر هي الأسرع ويمكن الوثوق فيها مقارنة مع أي طريقة دفع أخرى. 

     أظهرت نتائج عدة دراسات ارتفاع حجم مقاصة الصكوك الإلكترونية في مصرف بغداد في عام 2019 بشكل كبير للغاية مقارنةً بالأعوام التي سبقت هذا العام، ويرجع السبب في ذلك إلى التطور التكنولوجي للخدمات المصرفية بمصرف بغداد، وزيادة التعامل في الصور الضوئية (الصكوك الإلكترونية) في السنوات الأخيرة. كما اتضح أن للتحول الرقمي في مصرف بغداد تأثير كبير على الأداء المالي الاستراتيجي للمصرف. 

ملخص:

سعى مصرف بغداد إلى تحقيق العديد من المزايا التي تجنيها المؤسسات المالية من جراء تطبيق نماذج التحول الرقمي، وتتمثل أهم هذه المزايا في تقديم الخدمات المالية بشكل أسرع، وإدخال التكنولوجيا المصرفية المالية إلى عمل المصرف، وتمثلت أهم خطوات التحول الرقمي في مصرف بغداد في تطبيق أسلوب المقاصة الإلكترونية بين المصرف والمؤسسات المالية الأخرى، وكذلك تطبيق نظام التسوية الآنية في التعاملات المالية، وكذلك تطبيق نظم الدفع الإلكترونية.

وتمثلت عوائد تطبيق هذه التجربة في مصرف بغداد بحدوث تحول كبير في أساليب ووسائل تقديم الخدمات المصرفية من الشكل التقليدي إلى الرقمي، كما تبنين أن للتحول الرقمي بمصرف بغداد تأثيراً كبيراً على الأداء المالي الاستراتيجي بالمصرف. 

رابط موقع مصرف بغداد

إقرأ المزيد نموذج القطاع المصرفي المصري في التحول الرقمي