جاري التحميل الآن
×

نموذج قطاع السياحة المصري في التحول الرقمي

نموذج قطاع السياحة المصري في التحول الرقمي

نموذج قطاع السياحة المصري في التحول الرقمي

تواجه المنظمات السياحية في قطاع السياحة المصري تحديات كبيرة في ظل التطورات المتسارعة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من أبرزها التحول الرقمي وانتشار التقنيات الرقمية ومسايرة التطورات التكنولوجية الحديثة في هذا المجال، وهو ما يفرض عليها ضرورة إعادة النظر في أساليبها واستراتيجياتها وأنظمتها بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة، ومن ثم الاستعانة بأساليب التكنولوجيا الحديثة والتكنولوجيا الرقمية، وذلك ليس فقط لزيادة قدرتها التنافسية، وإنما لضمان بقائها واستمرارها في السوق.

وفي هذا الإطار تعتبر التكنولوجيا الرقمية والتحول الرقمي في القطاع السياحي، من ضمن المستجدات التكنولوجية الحديثة والتي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي تعتبر من أهم التحديات التي تواجه القطاع السياحة المصري.

لقد دعت المنظمة العربية للسياحة (2021) العالم العربي لأهمية التحول الرقمي لكافة الخدمات السياحية المقدمة وخاصة في ظل تداعيات جائحة فيروس كورونا (COVID-19) على القطاع السياحي وحددت خطوات للتعافي المستقبلي.

نتناول في هذا المقال نموذج التحول الرقمي بالقطاع السياحي المصري:

تعتبر السياحة المصرية أحد أهم مصادر الدخل القومي للدولة، وأهم موارد الحصول على العملات الصعبة، حيث أن مصر تستقطب سنوياً ما يقارب 13 مليون سائحاً عربياً وأجنبياً، وتحقق دخلاً يقدر بحوالي 13.4 مليار دولار سنوياً، وتتميز مصر بوجود عدة أنواع للسياحة مثل: السياحة البيئية، والسياحة الأثرية، والسياحة العلاجية، والسياحة الدينية، والسياحة الثقافية، السياحة الرياضية، سياحة المؤتمرات. ويتولى الإشراف على هذا القطاع وزارة السياحة والآثار المصرية، ويضم قطاع السياحة المصري ما يقارب 19 ألف شركة سياحية، ويعمل بهذا القطاع ما نسبته 12.6% من إجمالي قوة العمل في جمهورية مصر العربية. 

تجربة نموذج قطاع السياحة المصري في التحول الرقمي:

إن نشر الثقافة الرقمية في المنظمات السياحية تطلب إحداث تغيير جذري في أسلوب إدارة هذه المنظمات، حيث استلزم تطبيق التقنيات الرقمية المتطورة كأساس عمل لكل عناصر المنظمة من دعم اتخاذ القرار والاستراتيجيات وحتى أصغر الأمور والتعاملات الداخلية، لذلك ظهر ما يسمى بالإدارة الرقمية السياحية نتيجة لانتشار الثقافة الرقمية في تلك المؤسسات.

الركائز الأساسية في القطاع السياحي المصري

      كما تطلب التحول الرقمي في القطاع السياحي المصري وجود عدة ركائز أساسية قامت المنظمات السياحية المصرية ببنائها، وهي: توفير التقنيات التكنولوجية اللازمة لبناء التحول الرقمي باستخدام منظومة من الأجهزة والبيانات والتخزين والبرمجيات التي تعمل ضمن بيئات تقنية ومراكز معلومات. ومن أهمها تقنيات التطبيقات الاجتماعية، والتقنيات المتنقلة، تحليل البيانات الضخمة والبنية التحتية للحوسبة السحابية. 

نجاح نموذج قطاع السياحة المصري في التحول الرقمي

وفي سبيل نجاح نموذج التحول الرقمي في القطاع السياحي المصري قامت المنظمات السياحية بإدارة وتحليل البيانات بشكل منتظم وفعال، وذلك لتوفير بيانات نوعية موثقة وكاملة مع توفير وتطوير أدوات مناسبة للتحليل الإحصائي والبحث عن البيانات والتنبؤ المادي بالمستقبل. كما قام القطاع بتوفير الكوادر المؤهلة والقادرة على استخدام البيانات وتحليلها لاتخاذ قرارات فعالة وتنفيذها، كما تم تدريبها وفق أحدث أنظمة التكنولوجيا الرقمية لإكسابها الخبرات العلمية والعملية المتخصصة بهدف التطوير.

إضافةً إلى ذلك فقد قامت منظمات القطاع السياحي المصري بإرساء بناء تقني فعال يسمح بتطوير الأداء على الصعيدين الداخلي والخارجي للمنظمات السياحية، وذلك بهدف التطبيق الأمثل للتحول الرقمي. 

الابتكار والتجديد قطاع السياحة المصري

شهد قطاع السياحة المصري اتجاهاً واضحاً لتطوير القطاع من خلال الاهتمام بتوفير الابتكار والتجديد، وإدخال التقنيات التكنولوجية الحديثة على الخدمات والمنتجات السياحية، ومن أهمها المنصات الرقمية التي تعرف بالاقتصاد التشاركي، بالإضافة إلى نظام تحديد المواقع الجغرافية والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وغيرها.

وقعت وزارة السياحة والآثار المصرية بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التكنولوجية، بهدف رقمنة القطاع السياحي، ولتسهيل عمليات حجز التذاكر.

اعتمد الترويج السياحي الرقمي في شكله الجديد على الترويج لكل مدينة أو منطقة جذب سياحي على حدة، لتسليط الضوء على التنوع الذي يحتاجه السائح وتعريفه بالمناطق السياحية المختلفة لإبراز مميزاتها التنافسية وخصائصها، والعمل على تنمية المجتمعات المحلية المحيطة بهذه الأماكن السياحية.

كما قام قطاع السياحة المصري بعرض الخدمات السياحية على المواقع الإلكترونية لشركات السياحة، وذلك توفيراً لوقت وجهد السائح. فضلاً عن استخدام البريد الإلكتروني في التواصل بين السائح وشركة السياحة. بالإضافة إلى الكثير من الوسائل الرقمية الحديثة مثل نشر العروض السياحية في المدونات، الشبكات الاجتماعية، واستخدام تقنية النشر المتزامن البسيط، وتطبيقات الهاتف.

لقد ساهمت كل تلك الجهود في تنشيط حركة السياحة في مصر، وتوفير الوقت والجهد واستمتاع السياح بالرحلات السياحية، كما ساعدت في تعريف السائحين بالأماكن الأثرية والسياحية المصرية، وسهلت العمليات الخاصة بحجز تذاكر الطيران، وبناء منظومة معلوماتية وتكنولوجية حديثة.

إقرأ أيضاً شركات استفادت من التحول الرقمي

ملخص:

واجه قطاع السياحة المصري عدة تحديات تمثلت في ارتفاع كلفة تأسيس المواقع الإلكترونية، وضعف محتوى التطبيقات السياحية كوجود صور غير احترافية للمعالم الأثرية، إضافةً إلى وجود مشاكل عديدة في الخصوصية وحماية البيانات الرقمية. وفي سبيل نجاح نموذج التحول الرقمي في القطاع السياحي المصري قامت المنظمات السياحية بإدارة وتحليل البيانات بشكل منتظم وفعال، كما قامت بإعداد وتأهيل الكوادر للتعامل مع التقنيات الرقمية الحديثة. ومؤخراً قامت وزارة السياحة والآثار المصرية بتوقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات بهدف رقمنة القطاع السياحي ولتسهيل عمليات حجز التذاكر. وعادت تلك الجهود بالنفع على القطاع ككل من خلال تنشيط حركة السياحة وتعريف السياح بالمعالم الأثرية المصرية. 

للمزيد تابعنا على منصة انستغرام

إرسال التعليق

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.