جاري التحميل الآن
×

نموذج جامعة السويس في التحول الرقمي

نموذج جامعة السويس في التحول الرقمي

نموذج جامعة السويس في التحول الرقمي

 أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جزءً لا يتجزأ من بيئة المكتب، كما فقد الموقع الفعلي الثابت لمكان العمل أهميته تدريجياً، وذلك من خلال توفير إمكانية العمل من أي مكان وفي أي وقت، ولقد أصبح التحول الرقمي متطلباً عاماً انتهجته العديد من دول العالم المتقدم منذ عقود مضت، ويوفر التحول الرقمي جهود الأفراد ووقتهم وطاقة المنظمات، إضافة إلى إسهامه الكبير في التخلص التدريجي من الفساد والمحسوبية ويقضي على الآثار السلبية للبيروقراطية الإدارية المعقدة. 

ويحقق التحول الرقمي للأفراد والمنظمات والشعوب مستويات معيشية أفضل، وتعد الثقافة الرقمية مسئولية جميع أفرد المجتمع إذ أنه لابد من اللحاق بركاب الدول المتقدمة في إدخال التكنولوجيا الحديثة في شتى مجالات الحياة، خاصة في ظل التغيرات العالمية التي توجب على جميع الدول والمنظمات القيام بهذا التحول السريع للقدرة على مواجهة التحديات العالمية المتسارعة. يتناول هذا المقال دراسة وتحليل تجربة التحول الرقمي بجامعة السويس. 

النموذج:

جامعة السويس هي جامعة حكومية مصرية تم تأسيسها في عام 2012 بعد قرار فصلها عن جامعة قناة السويس، وتضم الجامعة 12 كلية تمثلت في كليات (هندسة التعدين والبترول، التربية، التعليم الصناعي، التجارة، العلوم، الثروة السمكية، الآداب، السياسة والاقتصاد، الحاسبات والمعلومات، الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، الطب البشري، كلية الهندسة). ونشأت الجامعة لخدمة الطلاب المتواجدين في محيط محافظة السويس وسيناء والبحر الأحمر ومحور قناة السويس. وتقدم الجامعة بكلياتها المختلفة الخدمات التعليمية لطلاب البكالوريوس والدراسات العليا والبالغ عددهم ما يقارب 15 ألف طالب بمختلف التخصصات العلمية. 

تجربة جامعة السويس في التحول الرقمي:

تواجه الدول النامية عدة معوقات مثل الفجوة الرقمية وعدم توافر البنية الأساسية اللازمة للدخول إلى عصر المعلومات والتحول الرقمي، وارتفاع أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وانتشار الأمية الرقمية بصفة خاصة، وعدم توفر المناخ المناسب لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطبيقها في كافة المجالات لأداء الأعمال وحل المشكلات، ومن ضمن الشواهد التي تشير إلى سعي بعض المنظمات العربية إلى القضاء على الأمية الرقمية تدريجياً هي سعي جامعة السويس للتحول الرقمي وأتمتة العديد من عملياتها التعليمية والإدارية.

قطعت جامعة السويس شوطاً كبيراً في التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية والتكنولوجية لمواكبة جودة العملية التعليمية وتطبيق نظام التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد والامتحانات الإلكترونية والتقويم الإلكتروني ونظام التعليم المدمج أو الهجين الذي يجمع بين التعليم التقليدي الذي يضم المحاضرات التقليدية في قاعات المحاضرات، والتعليم الإلكتروني عن طريق شبكة الإنترنت خاصة في ظل أزمة كورونا. 

تشجع جامعة السويس تطبيق الميكنة والرقمنة وتقليل الاعتماد على الأوراق وإحلالها بالتكنولوجيا وإحداث التحول الرقمي، وذلك تماشياً مع مبادرات التحول الرقمي العالمية، حيث استجابت جامعة السويس لمبادرة المجلس الأعلى للجامعات المصري الخاصة بمنح شهادة أساسيات التحول الرقمي لحل مشكلة الأمية الرقمية. وتقدم جامعة السويس هذه الشهادة المكونة من 10 محاور أساسية تتضمن أساسيات تكنولوجيا المعلومات ونظم التشغيل IT&OS، معالج النصوص Word، العروض التقديمية Presentation، والجداول الإلكترونية Spreadsheets، أساسيات قواعد البيانات Database، البحث على الإنترنت، الشبكات، تطبيقات الموبايل، التعليم عن بعد والفصول الافتراضية، الحوسبة السحابية. وتستهدف هذه الشهادات طلاب الدراسات العليا في الجامعة والعاملين بها. 

تركز جامعة السويس على عدة محاور أساسية للمساهمة في نجاح تجربة التحول الرقمي بالجامعة، وهي تطوير الشبكات والأعمال الرقمية وتجربة العملاء “الطلاب”، البنية التحتية والسحابية والتقنيات القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تقديم خدمات رقمية مبتكرة، التوجه بالعملاء ومشاركتهم في عملية التحول، الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية الحديثة. 

تهتم جامعة السويس بتنمية مهارات الموارد البشرية الأكاديمية على استخدام تقنيات تكنولوجيا المعلومات الجديدة، باعتبارها العامل الحاسم في تحقيق أهداف الجامعة ومسايرة مقومات التحول الرقمي، ويعد توظيف تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في التدريب والتعليم من أهم مؤشرات هذا التحول، وتقليل تدخل عضو هيئة التدريس في العملية التعليمية بصورة مباشرة، كما يعتبر أحد علامات التحول الرقمي في الجامعة هو القيام بعمليات الاتصال من المنزل “عن بعد” بطريقة “أون لاين”، إضافة إلى تطوير الهياكل التنظيمية لتصبح أكثر مرونة، وتطوير أساليب العمل داخل الجامعة، بالإضافة إلى سعي الجامعة لتغيير ثقافة الأفراد الورقية إلى الثقافة الإلكترونية. 

جاءت هذه الجهود في ظل التعاون الاستراتيجي في مجال الذكاء الاصطناعي بين مصر واليابان وألمانيا، حيث تم تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي لدعم بناء قدرة الذكاء الاصطناعي المصري وإنشاء كليات له في العديد من الجامعات المصرية ومن بينها جامعة السويس. 

قامت جامعة السويس بوضع اللبنات الأساسية في مجال العمل من المنزل وذلك في المجال الأكاديمي للجامعة، فمن خلال نظام التعليم الهجين الذي يسمح بعقد جزء من المحاضرات بنظام الأون لاين، بات من حق أعضاء هيئة التدريس إلقاء بعض المحاضرات عن بعد من خلال منصة الجامعة الرقمية على شبكة الإنترنت.  

ملخص:

  تسعى العديد من المنظمات العربية للقضاء على الأمية الرقمية المنتشرة فيها، ومن بين تلك المنظمات التي أخذت زمام المبادرة كانت جامعة السويس المصرية، وذلك من خلال تنمية مهارات الموارد البشرية الأكاديمية على استخدام تقنيات تكنولوجيا المعلومات الجديدة، باعتبارها العامل الحاسم في تحقيق أهداف الجامعة ومسايرة مقومات التحول الرقمي، كما قامت الجامعة بوضع اللبنات الأساسية في مجال العمل من المنزل وذلك في المجال الأكاديمي للجامعة، فمن خلال نظام التعليم الهجين الذي يسمح بعقد جزء من المحاضرات بنظام الأون لاين، بات من حق أعضاء هيئة التدريس إلقاء بعض المحاضرات عن بعد من خلال منصة الجامعة الرقمية على شبكة الإنترنت. 

موقع جامعة السويس
إقرأ أيضاً عن الاختبارات الإلكترونية في جامعة طلال أبو غزالة

إرسال التعليق

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.