نظم دعم اتخاذ القرار، وإسهاماتها في اتخاذ القرارات في المنظمات
إن اتخاذ القرار الإداري في بيئات ديناميكية دائمة التغيير والمنافسة لم تعد بالأمر السهل كما هو الحال في السنوات الماضية، ذلك لأن الإدارة الإلكترونية تحتاج إلى دعم مستمر من نظم دعم اتخاذ القرار التي تعتمد بشكل كبير على المعلومات وتحليل البيانات، واتباع الأسس المنهجية العلمية عند إصدار القرار، والمتمثلة في توفير البدائل وتقييمها تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب.
اقرأ عن مشروع خارطة الأماكن الرياضية والترفيهية – Etunum
مفهوم نظم دعم اتخاذ القرار
هي نظم تقوم بتزويد المديرين بأدوات تساعدهم على حل المشكلات مع إعمال أسلوبهم الشخصي في حل المشكلات الإدارية، وتقدم نظم مساندة القرارات الدعم المباشر للمديرين في الإدارة العليا والإدارة الوسطى، وهذا يعني أن نظم دعم اتخاذ القرار لا تحل محل المدير ولا تأخذ مكانه أو دوره وإنما تساعده على الحكم والنظر إلى الحلول الممكنة والعملية من خلال الاستفادة القصوى من قدرات تكنولوجيا المعلومات.
عناصر نظم دعم القرار
- كمبيوتر شخصي.
- نظم قاعدة البيانات لبناء وتحديد وممارسة العمليات علي قاعدة البيانات.
- وجود القدرة واللغة العالية المستوي لتكون المعلومات المطلوبة في متناول اليد.
- استخدام النظام للادوات المثالية لتقديم البدائل متعددة الاشكال.
- وجود الكفاءات البشرية ما إداريين ومحللين ، ومبرمجين.
خصائص نظم دعم القرار
- إصدار القرارات بالاعتماد على نظم الدعم الإلكترونية وليس على أهواء شخصية.
- دعم القرارات والمساهمة في حل المشكلات التي لم يكن لها حلول في السابق.
- تسمح نظم دعم اتخاذ القرار لمستخدميها بالمبادرة والرقابة على المدخلات والمخرجات.
- إمكانية تطبيق هذا النظام في كل المستويات الإدارية.
- يطبق النظام ليس فقط في القرارات المبرمجة التي لا تحتاج إلى حدس المدير ورأيه، وإنما يتم الاستعانة بها أيضاً فيما يتعلق بالقرارات التي تحتاج إلى إعمال المدير لعقله والاستعانة بحدسه قبل إصدار القرار المناسب.
- نظام بسيط الفهم للأفراد وسهل الاستعمال، ويمكن للمدير من خلاله دراسة عدة مواقف أو مشاكل باستخدام العديد من النماذج التحليلية للحاسوب بالإضافة إلى التقديرات والأحكام الشخصية للمدير.
- يعتمد النظام في أغلب الأحيان على العديد من النماذج والأساليب التحليلية المعقدة والدوال والمعادلات الرياضية.
المتطلبات اللازمة لزيادة فعالية نظم دعم اتخاذ القرار
- ضرورة أن يستطيع نظام اتخاذ القرار تمييز ومعالجة البيانات غير المتماثلة.
- أن يتسم بالقدرة العالية على بناء النماذج الرياضية واستخدام الأساليب التحليلية.
- التنظيم المرن في عرض بدائل الحلول والتوصية بأفضل النتائج المحتملة.
- دعم المهارات أو المعرفة الإدارية إذ أن النظام قد يفرض نموذج أو بديل معين لحل إحدى المشاكل.
- عدم التعقيد وسهولة بناء النماذج لحل المشكلات.
أشكال نظم دعم اتخاذ القرارات الجماعية
- غرفة القرار: عبارة عن حجرة مجهزة بأفضل المعدات وذلك لمساعدة كل فرد على طرح أفضل الأفكار التي يمكن أن تكون فكرة قابلة للتطبيق، ويكون لكل مشترك جهاز خاص لعرض الأفكار وتلخيص نتائج البيانات وعرضها.
- شبكة قرار المناطق المحلية: أحياناً يصعب على المشاركين في الاجتماع أن يعقدوا الاجتماع وجهاً لوجه، حيث يكون المشاركون موزعون في أماكن مختلفة فيجتمعوا من خلال استخدام أحد التطبيقات الإلكترونية للاجتماعات، إذ يبقى المشاركون بأماكنهم ويتفاعلوا من خلال منصة تفاعلية.
- المؤتمرات عن طريق الحاسب: عندما تكون المجموعات كبيرة على مناطق كبيرة وموزعة على مناطق جغرافية متباعدة فإن الحل الأمثل للتواصل بين تلك المجموعات هو عقد اجتماع افتراضي من خلال تطبيق مصمم خصيصاً للمنظمة.
- المؤتمرات السمعية: القدرة على التحدث والمناقشة بين مجموعة من الأفراد في نفس التوقيت رغم عدم تواجدهم في مكان واحد، وذلك من خلال عدة طرق كاستخدام الهاتف أو البرامج لكن دون رؤية الأفراد لبعضهم البعض.
- المؤتمرات المرئية: وهذه الطريقة تشبه كثيراً الاجتماعات الإلكترونية الحية، وتكون لها نفس الشروط تقريباً كإمكانية حضور الأفراد كل من موقعه الجغرافي، ولكنها تمتاز عنها بإمكانية رؤية المشاركين لبعضهم البعض على الشاشات المتلفزة، وتستخدم تلك الطريقة في المنظمات التي لها عدة فروع وترغب في عقد اجتماع مجمع في نفس اللحظة.
المجالات التي يمكن أن تطبق فيها نظم دعم اتخاذ القرار
من الممكن أن تطبيق نظم دعم اتخاذ القرار في أكثر من مجال بالاعتماد على المعايير التالية:
- درجة هيكلية المشكلة: في الغالب تستخدم نظم دعم القرارات في التعامل مع المشاكل شبه المهيكلة، وهي المشاكل التي تعرض لها المدير من قبل وله سابق خبرة في حلها، إلا أنه قد يوجد العديد من المتغيرات الجديدة فقد تكون المشكلة متكررة لكن الظروف ليست نفسها وكذلك الأشخاص، وهناك مواقف أخرى يصعب فيها افتراض حلول مسبقة للتعامل معها.
- مستوى اتخاذ القرار: يتم الاستعانة بنظم دعم اتخاذ القرار في المستويين الإداريين الأعلى والأوسط، وذلك لحاجة تلك المستويات للكثير من المعلومات قبل اتخاذ القرار، ومؤخراً اتجهت الدراسات الحديثة إلى مستوى الإدارة التشغيلية فيما يتعلق بتعرض المديرين التشغيليين لمشاكل جديدة يتعرضون لها أول مرة.
- مرحلة اتخاذ القرار: يمكن استخدام نظم دعم اتخاذ القرار في توفير البدائل اللازمة لحل مشكلة ما، كما أنها يمكن أن تقيم كل بديل وتتنبأ بالبديل الأفضل.
نموذج شركة Amazon في تطبيق نظم دعم اتخاذ القرار
يعد Amazon أحد الأمثلة التي تعتمد على اتخاذ القرارات التجارية استناداً إلى البيانات، حيث يعمل الموقع بالطريقة التالية:
عادةً ما يستغل Amazon البيانات لزيادة الأرباح والمبيعات، حيث يرسل لمتصفحي الموقع توصيات بشراء أحد المنتجات أثناء زيارة الموقع أو عبر البريد الإلكتروني.
يبني Amazon توصياته على ما اشتراه العملاء في الماضي، والعناصر الموجودة في عربة التسوق الافتراضية الخاصة بهم، والعناصر التي قام العميل بتصنيفها أو مراجعتها بعد الشراء، والمنتجات التي شاهدها العميل عند زيارة الموقع.
يستخدم Amazon أيضًا مقاييس المشاركة الرئيسية مثل معدلات النقر ومعدلات الفتح ومعدلات إلغاء الاشتراك لتحديد التوصيات التي يجب دفعها إلى العملاء.
كما وجدت الشركة أن توصيات المنتج، في الواقع تؤدي إلى زيادة المبيعات وزيادة الأرباح.
الخُلاصة:
نظم دعم اتخاذ القرار، وإسهاماتها في اتخاذ القرارات في المنظمات تعني إمداد المدير بكافة المعلومات التي يحتاجها بطريقة آلية بهدف إصدار قرار رشيد، كما أن من خصائص نظم دعم اتخاذ القرار أنها يمكن الاستعانة بها في كافة المستويات الإدارية، بالإضافة إلى أنها لا تدع مجالاً للأهواء الشخصية، ويمكن استخدامه بواسطة غالبية الأفراد، ويمكن تطبيقه عند إصدار جميع أنواع القرارات. وتتمثل مقومات النظام في ضرورة قدرته على بناء نماذج رياضية تحليلية تساهم في تقديم معلومات دقيقة، وإمكانية التمييز بين كافة البيانات المدخلة إلى نظام دعم اتخاذ القرار. وتتمثل أشكال نظم دعم اتخاذ القرار في حجرات القرار المجهزة بأحدث الوسائل الحديثة، والوسائل المرئية والمسموعة. كذلك فإن درجة هيكلية المنشأة والمستوى الإداري لاتخاذ القرار من ضمن المعايير التي يتم اتخاذ القرار بناءً عليها.
إرسال التعليق