لغة الجسد الرقمية

تعد لغة الجسد الرقمية لغة التواصل الجديدة؛ التي فرضها علينا وجود جائحة كوفيد 19 و أصبح يتعين علينا اتقانها بحرفية حتى نتمكن من اللحاق بالركب، فهي عبارة عن الإشارات التي يتبادلها الأفراد خلال الاتصالات الرقمية التي تحمل النص المكتوب لرسائلهم، فمثلاً قد يحدث أن نرسل رسالة بريد الكتروني إلى زميل في العمل أو لمدير و قد تضمن هذا البريد ثلاث أو أربع استفسارات و لكن ما يحدث هو أن يرسل لنا هذا الشخص رداً يحمل إجابة عن سؤال أو اثنين من الاستفسارات!،

ومن ثم نضطر لإعادة إرسال بريد آخر لنفس الشخص حتى نسأله عن باقي الاستفسارات و قد تستغرق العملية ساعات و ربما أيام لنحصل على الأجوبة لجميع الاستفسارات و ذلك بسبب ضغط العمل، ومن الممكن أن تحصل الحالة المعاكسة لما ذكر أعلاه أي أن تستقبل إيميلاً يحمل العديد من الاستفسارات و تقوم بإرسال رد يحمل أجوبة على استفسارين مثلاً وهذه المشكلة يقع فيها كثير من الناس.

لماذا يحصل ذلك؟ والمشكلة هي كالتالي:

• • القراءة السريعة: عندما نتواصل بواسطة المراسلات المكتوبة وما نفهمه من قراءة النص على الشاشة هو أقل مما نفهمه من قراءة نص مطبوع على الورق حيث إننا نخصص وقت أقل لقراءة النص كاملاً كما أننا نتبع أساليب القراءة السريعة ونبحث عن النقاط الأساسية من النص كما أننا قد نجد عدداً كبيراً من الرسائل الالكترونية والتي بحاجة إلى ردود عليها، فالأمر الذي يثقل المهمة علينا ويجعلنا نرسل ردوداً مختصرة وسيئة.
  • متلازمة الرد السريع: ومن أسباب تراجع مهارات القراءة لدينا هو أننا غالباً ما نعمل بسرعة الأمر الذي يجعلنا نغفل عن الكثير من التفاصيل فالسرعة الكبيرة تسبب لنا القلق والتوتر وتؤدي إلى تقويض التزامنا بالدقة والوضوح والاحترام في تواصلنا مع الآخرين.

  وهنا لابد لنا أن نتمعن أكثر في الإصغاء للمكتوب؛ حيث يمكن القول أن الشكل الجديد للاستماع إلى الآخرين هي القراءة بتمعن كما أن الشكل الجديد للتعاطف هو عبارة عن الكتابة بوضوح، لذا و قبل أن نرسل الرسائل الالكترونية يجب علينا أن نتمهل ونحرص دائماً على ذكر التفاصيل فيما نريد ايصاله للآخرين، فمثلاً عندما نرد بسرعة و برسالة فيها الكثير من الأخطاء اللغوية و التراكيب الركيكة فسيشعر المتلقي وكأنك تقول له “غير مهتم بما أرسلت و لا أملك الوقت الكافي له”، عدا عن أنه سيضطر إلى هدر المزيد من الوقت محاولاً أن يفهم المقصود منها الأمر الذي يؤدي إلى التأخير و ارتكاب أخطاء مكلفة.

  ولأن أقوى ما لدينا كبشر هو كيفية التواصل مع بعضنا البعض فيجب علينا الإلمام بالآداب والسلوكيات الخاصة بلغة الجسد الرقمية فقد ارتفعت نسب إساءة فهم الزملاء وما شابه إلى أعلى مستوياتها خلال الفترات الماضية، فعندما نتقن هذه اللغة سنصبح أقدر على بناء الثقة والتعاون بين الآخرين.

  اقرأ ايضاً حول العمل عن بعد والتغيرات في قطاع الموارد البشرية