دليل تأسيس المشاريع الصناعية والتحول الرقمي

أكبر دليل عربي في مجال تأسيس المشاريع وريادة الأعمال

كيف تُحوّل استراتيجيات إدارة الأعمال التحديات والأزمات إلى فرص

كيف تُحوّل استراتيجيات إدارة الأعمال التحديات والأزمات إلى فرص

تعتبر التحديات والأزمات جزءًا لا يتجزأ في عالم الأعمال، لذلك فإن كيفية التعامل معها وتحويلها إلى فرص تعكس مدى نجاح القادة والمدراء في تحقيق أهدافهم، سواء كانت نتيجة لأزمات اقتصادية عالمية مثل الأزمة المالية العالمية عام 2008 أو أحداث طارئة مثل جائحة كورونا التي شهدناها مؤخرًا، لذا فإن استراتيجيات إدارة الأعمال تلعب دورًا حاسمًا في تحويل هذه الأزمات إلى فرص. في هذه المقالة سنلقي نظرة على استراتيجيات إدارة الأعمال في الأوقات الصعبة وكيف يمكن تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطور.

لمحة

[ihc-hide-content ihc_mb_type=”show” ihc_mb_who=”6,7,9,10″ ihc_mb_template=”1″ ]

يُعد التحليل الدقيق للوضع الحالي، المرونة والابتكار، تعزيز التعاون، والقيادة القوية من أهم استراتيجيات إدارة الأزمات.
كما أن لاستثمار الشركات في تطوير مهارات الموظفين وتدريبهم دور حاسم في تحويل الأزمات إلى فرص.

فهم الأزمة وتقديرها

عند مواجهة أزمة، فالخطوة الأولى هي فهم طبيعتها وتحليل تأثيرها على عمليات الشركة وأسواقها، وما يميز القادة هو أن يكونوا على دراية بالمخاطر والفرص المحتملة، لأنك عندما تتمكن من تقدير الوضع بشكل دقيق، يمكنك اتخاذ قرارات استراتيجية أفضل، في حالة الأزمات التكنولوجية مثلًا، يمكن للشركات استغلال الحاجة المتزايدة إلى التحول الرقمي لتقديم حلول تقنية، ويمكن أيضًا تقديم برامج تدريب للموظفين لتحسين مهاراتهم في ظل الأوضاع التحولية.

ولنقرأ مثالين عن شركتين عملاقتين:

أزمة فولكس فاغن (2015): وقعت أزمة لشركة فولكس فاغن بسبب فضيحة الانبعاثات التي كشفت عن تلاعب في نتائج اختبارات الانبعاثات، واختبار الانبعاثات هو إجراء تقني يتم فيه قياس مستويات الانبعاثات الضارة التي تخرج من مركبة محركة كالسيارات، يتم هذا الاختبار عمومًا للتحقق من أن المركبة تلتزم بالمعايير البيئية واللوائح التي تحدد الحدود القانونية للانبعاثات.

فكيف تم التعامل مع الأزمة؟

بداية اعترفت فولكس فاغن بالتلاعب، وقدرت حجم الأزمة وما ستفعله بسمعة الشركة إن لم تتعامل معها، فاتخذت إجراءات فورية، بسحب الملايين من السيارات وإصلاح البرمجيات المشوبة، واستبدلت عددًا من المسؤولين الرئيسيين، بما في ذلك الرئيس التنفيذي آنذاك، وقامت بتقديم تعويضات للعملاء والتجار المتضررين من المشكلة.

كانت هذه الخطوات خطوات رئيسية في استعادة السمعة للشركة.

– أزمة سامسونج (2016): تعرضت سامسونج لأزمة كبيرة بسبب مشاكل في بطاريات هواتفها Galaxy Note 7، الهاتف الذكي كان يعاني من مشكلة تسببت في اشتعال البطاريات أثناء الاستخدام، ما أدى إلى سلسلة من الحوادث والإصابات وحالات الاحتراق.

فاتخذت سامسونج قرارات صارمة، كسحب جميع هواتفGalaxy Note 7  التي تم بيعها وتوزيعها، وأطلقت حملة استبدال واسترجاع لتبديل الأجهزة المعيبة بنماذج جديدة، كما أجرت تحقيقًا داخليًّا لفهم أسباب المشكلة وضمان عدم تكرارها، وقد عوضت المستهلكين المتضررين، واتخذت إجراءات لتعزيز جودة عمليات التصنيع وضمان سلامة المنتجات في المستقبل.

تعتبر هذه الخطوات أساسية في استعادة الثقة والنجاح في السوق وفهم الأزمة وتقديرها.

التكيف والابتكار

إن الأزمات تفرض تحديات جديدة، وتجبرك على التكيف مع الوضع بسرعة، وهنا تظهر مدى مهارتك في أن تكون قادرًا على تغيير استراتيجياتك للبقاء قائمًا، ففي الأوقات الصعبة تولد لأفكار الجديدة والحلول المبتكرة، والتي تمثل مفتاحًا للنجاح ليس في مواجهة الأزمات، وإنما في كل مسيرة عمل المشركة المستقبلية، وهنا يجب التنبيه على ضرورة تشجيع ثقافة الابتكار وتوجيه الاستثمار نحو البحث والتطوير.

الاتصال والشفافية

إن التواصل الفعّال هو عنصر أساسي في إدارة الأعمال أثناء الأزمات، فالقادة الناجحون عادة ما يكونون صادقين ومستمعين جيدين لموظفيهم وعملائهم، وتوضيح الوضع الحالي والخطط المستقبلية يمكن أن يبني الثقة ويخلق تفاهمًا أفضل، وهذا بدوره يؤدي إلى نتائج مفيدة تنعكس على بيئة العمل، حيث تزيد من ولاء الموظفين والعمال لمؤسستهم، وتدفعهم للبقاء في أحلك الظروف، والعمل على إيجاد حلول للأزمات، كما تزيد من تفهم العملاء للظروف الطارئة التي تمر بها الشركة، وتجعل منهم عامل دعم ومسوّق إيجابي للشركة، وليس عامل ضغط سلبي يُضاف يزيد من صعوبة أزماتها.

تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة

في الأوقات الصعبة، الحذر في إدارة الموارد وتقليل التكاليف غير الضرورية مطلوب، ويمثل خطوة ضرورية في اتجاه التخفيف من آثار الأزمات، فتحسين كفاءة العمليات والاستثمار الذكي للموارد لضمان الاستدامة وأكبر استفادة ممكنة منها من الاستراتيجيات الناجحة، ففي الوقت الذي لا يُلتفت فيه كثيراً لبعض التقصير في جانب استغلال الموارد، والزيادة في التكاليف، تأتي الأزمات لتلفتنا إلى هذا القصور الحاصل، وتعظم مدخراتنا وعوائدنا.

متابعة وتقييم الأداء

يجب على الشركات أن تدرس أداءها بعناية خلال الأزمات خاصة، ومن خلال تحليل الأداء وقياس النتائج يمكن تحديد ما إذا كانت الاستراتيجيات الحالية تعمل بفعالية أم لا، فالتقييم المنتظم يمكن أن يساعد على تعديل العمليات وتحسين الأداء، فالأزمات بمثابة منبه، وأداة لتقييم ما تم وضعه مسبقاً من خطط وإجراءات لمواجهة التحديات والأزمات، وعليه فالأزمات تخلق نمطاً جديداً أكثر تقدماً لتقييم أداءنا.

الاستفادة من الفرص الجديدة

الأزمات عادة ما تفتح أبوابًا لفرص جديدة، ويكمن النجاح في أن تكون مستعدًّا للاستفادة من هذه الفرص واستكشاف أسواق جديدة أو لتوسيع خدماتك، فالتحولات لا تقتصر على البقاء على قيد الحياة، بل يمكن أن تكون فرصة جديدة للنمو والتطور، ذلك أن الأزمات تشير إلى نقص ما حاصل فيما نقدمه من خدمات، وحاجة لم تغطى بعد في السوق، وأن غيرنا ينافسنا على هذا الأمر، ولا زال بإمكاننا أن نسابقهم على هذه الفرصة التي ظهرت في هذا التحدي، وهذه الأزمة.

ما سبق يمثل حلولاً لمواجهة الأزمات، لكن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو سؤال واحد: كيف أتجنب وقوع الأزمات، أو أتخطاها وأخرج منها بأقل الأضرار؟
والجواب هنا: باتباع وبناء استراتيجيات تجنّب وقوع الأزمة، لذلك إليك أهم الاستراتيجيات التي يجب العمل عليها لتجنب أو لتخطي الأزمات بنجاح.

استراتيجيات ما قبل الأزمة

بناء علاقات استراتيجية

إن التعاون مع الشركاء وبناء علاقات استراتيجية، يمكن أن يكون مفتاحًا لتجاوز الأزمات، فالتحالفات والتعاون يمكن أن يساعدا في تعزيز استدامة العمل، ذلك أن الشراكات تعظم الموارد، والأفكار، والحلول، وتخلق بيئة مشتركة لضمان استدامة المصالح المتحققة، وتجنب كل جوانب القصور بصورة متبادلة بين الشركاء، وفي ظل هذه البيئة المحصنة، وهذا الجو الصحي من التعاضد والوفرة في كل أسباب القوة، لا تجد الأزمات لنفسها سبيلاً للاقتراب من هذا الاتحاد، أو حتى البقاء في حصونه طويلاً.

تنويع مصادر التمويل

في الأزمات قد تصل الشركة إلى حافة الانهيار المالي، وبالتالي هي بحاجة إلى إجراءات تمويل إضافية مسبقة، فمن الأفضل للشركات دراسة خيارات التمويل المتاحة مثل القروض، وزيادة رأس المال، وجذب المستثمرين، فالتمويل الجيد يمكن أن يساعد الشركة على تجاوز الأزمة بنجاح، ذلك أنه يمثل عصباً لبناء السمعة الائتمانية، وأداة حاسمة لإغراء واستجلاب أفضل العقول والمهارات، ووسيلة لتنفيذ أفضل وأنجع الاستراتيجيات التي تشكل ضمانة لتجنب الأزمات، وتحقيق الأهداف المرسومة بأعلى فعالية ممكنة.

الخاتمة

في الختام يمكن تحويل الأزمات إلى فرص إذا تم تبني استراتيجيات إدارية دقيقة ومناسبة تتمتع بالديناميكية والمرونة الكافية، بصورة تجعل الشركات مستعدة للتكيف والتغيير في الأوقات الصعبة، وقادرة على الاستفادة من الفرص التي قد تنشأ خلال هذه الفترات، فإدارة الأعمال بذكاء، والابتكار وبناء علاقات قوية يمكن أن تكون مفتاح النجاح في الظروف الصعبة، وآلية جديدة تحول المحن دوماً إلى منح.

إقرأ المزيد متجر هدهد hudhud

[/ihc-hide-content]