كيف تحول الشركة التقليدية إلى المجال الرقمي

نظراً للتحول الكبير الذي حصل مؤخراً في أشكال الشركات التقليدية نتيجة لجائحة كوفيد، فقد اعتبرت التكنولوجية الرقمية المحرك الأساسي للصناعات، إذ تستخدم كل شركة ناجحة الخوارزميات و قواعد الرياضيات لمعالجة المعلومات و رسم الشكل النهائي لتجربة المستخدم من بدايتها إلى نهايتها، فالخوارزميات هي التي ستخلق القيمة للأعمال لذلك إذا لم تعمل على تحويل شركتك التقليدية إلى رقمية فأنت ستواجه مأزق حقيقي إذ تزيد الهواتف المحمولة و شبكات الاتصالات العريضة اللاسلكية و غيرها من التقنيات بشكل متسارع من تدفق المعلومات المرقمنة و بدورها تصنع الخوارزميات العجائب بهذه المعلومات بدءاً من الكشف عن الأنماط و القيام بالتنبؤات إلى حل المشاكل المعقدة، كما يمكنها تعديل نفسها عند ظهور معلومات جديدة.

سيتجاهل بعض المدراء هذا التوجه لكن الآخرين يدركون أنه باقٍ وأنه ليس لديهم خيار سوى تحويل شركاتهم وهذا الإدراك غير ناتج من الرؤى بقدر ما أنه ناتج من القلق حول ما يجب فعله، لذا نرى الرؤساء التنفيذيين لا يكفون عن الاستفسار والسؤال حول من فعل وماذا فعل؟ ومن نجح فيما فعله؟ حيث يريدون أن يعرفوا حقيقة؛ هل فعلاً للشركة التقليدية الفرصة لتحويل نفسها لشركة رقمية وهل يمكنها فعل ذلك بسرعة الشركة الناشئة؟ ومن هنا يمكن القول إن تحويل الشركات العملاقة أمر ممكن إذا وضعت هذه الشركات خريطة الطريق لذلك التحول إذ هناك الكثير من الأمثلة حول الشركات التي خاضت هذه التجربة ونجحت في ذلك التحول.

ويمكن الاستفادة من دروس بعض الشركات التي خاضت تجربة التحول الرقمي وإليكم بعض النصائح:

1. فكر كرائد أعمال يعمل في مشروع واسع النطاق حيث يجب التفكير في نموذج الأعمال والاستراتيجية لكامل النظام البيئي وليس للشركة فحسب، فيجب بناء منصة جديدة وإعادة تشكيل الشركاء في النظام البيئي بطرق لن تكون ممكنة من دون الرقمنة.
2. اختيار الشخص الرقمي الكفء والمناسب ليكون رأس الحربة في المبادرة حيث يجب أن يتمتع بنوع جديد من الخبرة.
3. الجمع بين الخبرة الرقمية والتخصصية حيث من الضروري الارتقاء بمكانة وطاقة القادة الرقميين وخلق آليات تجعلهم يعملون مع الخبراء المتخصصين.
4. أن تطغى فكرة النقاشات حول تجربة العميل من بدايتها إلى نهايتها وكيف يمكن استخدام الخوارزميات لخلق تجربة أفضل ويجب أن تحل مكان أمور مثل جودة المنتجات أو المبيعات.
5. إيقاف النفقات في العمل القديم من أجل تمويل العمل الجديد.
6. اتخاذ القرارات الصعبة المتعلقة بالأفراد مثل التقليل من الأشخاص العاملين على العمل القديم وخلق طرق جديدة لتحفيز الأشخاص التقليديين واستبعاد من لا يستطيعون أن يكونوا قادة رقميين.
7. جعل العلاقات في الشركة قائمة على أساس التعاون والسرعة واستبعاد التخطيط الاستراتيجي والتقييم السنوي واستبداله بالتقييمات المستمرة.

وأخيراً يمكن القول إن عملية تحويل شركة لتصبح رقمية يتطلب العديد من الخطوات المتداخلة فيما بينها ويجب على الرئيس التنفيذي أن يقضي 50% من وقته على الأقل في عملية الانتقال إلى التحول كما يجب أن يتحلى بالمخيلة لتصوير العمل المعاد تشكيله والقدرة على إدارة المجموعة الواسعة من العناصر داخل الشركة وخارجها التي تحتاج إلى التغيير حيث أن تحويل الشركة إلى رقمية أمر لا يمكن تفويضه لطرف خارجي أو تجزئته.

اقرأ ايضا تجربة شركة الربيع في التحول الرقمي