شركات استفادت من تطبيق التحول الرقمي
بالتأكيد فكرت في تطبيق التحول الرقمي في جزء أو كل مؤسستك، الأمر اليوم أصبح ضرورة لنجاح كل شركة وتقدمها نحو الأمام، ولكن بالطبع ليس سهلاً أن يتم التطبيق، رغم التجارب الناجحة فهناك كثير من الشركات التي فشلت تجربتها كلياً، وذلك لأسباب كثيرة ذكرناها في مقال سابق عن معوقات التحول الرقمي، ولأننا نؤمن بأنّ التجربة خير برهان: قررنا في هذا المقال وضع بعض الأمثلة عن الشركات التي طبقت التحول الرقمي وبرعت فيه وعن الشركات التي فشلت فيه أيضاً.
أمثلة عن شركات نجحت في تطبيق التحول الرقمي في عدة مجالات
نعيش الآن في عصر الثورة الصناعية التي أحدثت تقدمًا مخيفًا في السنوات الأخيرة مما جعل هذا التقدم يعود بالمنفعة والفائدة والأرباح الهائلة على بعض الشركات التي واكبت العصر الحالي وطبقت التحول الرقمي في مختلف المجالات، ومن أشهرها:
- شركة أوبرUbar
تُعد شركة أوبر أحد أهم الشركات التي أحسنت استخدام التحول الرقمي في مجال النقل والمواصلات في وقتٍ قياسي، حيث تأسست سنة 2009 في الولايات المتحدة الأمريكية ولاقت شهرة واسعة في مختلف البلدان العربية والأجنبية والسبب يعود إلى ذكائها في استخدام التكنولوجيا الرقمية، لأنها في السابق قد عانت كثيرًا للحصول على زبائن لكن بعد إدخال خاصية الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الإلكترونية سهل على أعضاء الشركة إيجاد الركاب، وسهل على المستخدمين أيضًا طلب السائق في الوقت الذي يحتاجونه بكبسةِ زرٍ واحدة.
وهناك الكثير من الشركات التي نجحت أيضًا في مجال النقل، مثل: شركة “كريم” الشهيرة التي تأسست في الإمارات سنة 2012، وشركة جيني وغيرهم، ومازالت الشركات إلى الآن في تنافسٍ شديد.
- شركة بوكينج Booking
تأسست شركة بوكينج في أمستردام عام 1996م وانطلقت من شركة هولندية صغيرة ناشئة إلى أكبر شركة في مجال الخدمات السياحية عالميًا، فقد حطمت الرقم القياسي في مجال السفر الرقمي، ووفرت خدمات هائلة لعملائها في مختلف أنحاء العالم، وسبب شهرتها يعود إلى إدخال التكنولوجيا الحديثة وأنظمة التحول الرقمي إلى أجهزتها.
تقدم شركة بوكينج ما يُقارب 28 مليون خيارًا للشقق الفندقية فيها والبيوت الرائعة والمنتجعات الفاخرة على الشواطئ وغيرها الكثير، فكل ما يحتاجه العميل يستطيع القيام به والحجز عن طريق المنصات الآمنة الخاصة بالشركة من أي مكان، فهل لكَ تخيّل كل هذه التقنية والإبداع! ومثلها أيضًا شركة Air b&b.
- شركة أمازون Amazon
شركة أمازون أشهر من نار على علم، فهي اليوم تغزو التسوق الإلكتروني بصورة كبيرة وآلاف الزوار يوميًا يقومون بشراء احتياجاتهم من هذا الموقع الضخم، اعتمدت أمازون على خاصية التحول الرقمي، حيث ركزت على الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات في جميع أنظمتها وأنشأت أيضًا دورات خاصة بها في هذا الأمر، ومثال على ذلك أيضًا: متجر علي بابا، وجوميا وشي إِن وغيرهم الكثير، وكل هذه التقنيات جعلتهم في المقدمة وزادت من أرقام عملائهم بالتالي زادت من الربحية الخاصة بهم.
- موقع كورسيرا Coursera
تميّز موقع كورسيرا في تقديم كورسات تدريبية أون لاين لملايين الطلبة من مختلف أنحاء العالم من محاضرين دوليين وشهادات معتمدة من جامعات عالمية معروفة، مثل: جامعة هارفرد وغيرها، ولاقى الموقع إقبالًا واسعًا من الطلبة في مجال الخدمات التعليمية لأن التسجيل في دوراته بسيط للغاية، وأسعار الدورات فيه مقبولة، ويقدم دورات مجانية أيضًا ويتضمن منح عالية، وكلّ هذا النجاح والتقدم سببه التكنولوجيا والتحول الرقمي الضخم واستعماله بطرق ذكية لجذب الكثير من المستهدفين.
- منصة فزيتا Vezeeta
منصة فزيتا من أشهر المنصات الرقمية التي برعت في مجال الصحة، حيث وفرت نظامًا إلكترونيًا متطورًا للمرضى من خلال حجز مواعيد عند الأطباء الاختصاصيين، كما أتاحت لهم إمكانية معرفة تقييمات وآراء الأطباء الذين زاروا الطبيب من قبل، وهذا النجاح الواسع الذي حققته شركة فزيتا في الشرق الأوسط سببه التحول الرقمي الذي سهل على المرضى الكثير من التعب والجهد بمجرد كبسة زر واحدة.
اقرأ المزيد: أثر التحول الرقمي في الشركات،
شركات أخفقت في تطبيق التحول الرقمي
تحدثنا كثيرًا عن أهمية التحول الرقمي لكن بعض الشركات الكبرى لم تقتنع في هذا الأمر وأبقت على الروتين التقليدي لأنظمتها ورفضت التغيير الرقمي الجذري حتى انهارت وفشلت، وأشهرها:
- شركة كوداك
هذه الشركة متخصصة في صناعة الكاميرات التقليدية في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت رائدة عالميًا في مجال الإلكترونيات، لكنها رفضت التحول من صناعة الكاميرات التقليدية إلى الكاميرات الرقمية، كما أنها رفضت الانتقال من التصوير الضوئي إلى التصوير الرقمي الحديث مع أنها اكتشفته قبل 20 عام وأبقت محتفظة به سرًا، حيث إن تحميض الأفلام آنذاك كان يحتاج إلى أيام متعددة ومبالغ مالية كبيرة، وهذه الأخطاء التي ارتكبتها جعلتها تختفي من السوق والسبب ظهور منافسين أقوياء لها مثل: شركة سوني وشركة كانون.
- شركة توماس كوك
كانت شركة توماس كوك من أكبر الشركات في مجال السياحة والسفر حيث كانت تقدم خدمات حجوزات فنادق ومنتجعات وغيرها، وكان يُقدر عدد عملائها بحوالي 20 مليونًا، ورفضت شركة توماس كوك التحول الرقمي فظهر لديها منافسين أقوياء في مجال السياحة مثل: شركة بوكينج التي تحدثنا عنها مما جعلها تعلن إفلاسها سنة 2019.
الخاتمة
نلاحظ أنّ التحول الرقمي أصبح ضرورة مُلحة يجب على الشركات تغيير استراتيجياتها التقليدية واتباعه لتضمن نجاحها على المدى الطويل، فالعالم اليوم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا ولم يعد يروقه الأنظمة التقليدية إطلاقًا، وخير مثال على ذلك الشركات الكبرى التي انهارت بأكملها بعد سنواتٍ طويلة من الجهد والتعب.
قد يهمك: أنواع التحول الرقمي،
إرسال التعليق