مقدمة
في ظل الجائحة السابقة مثل التحول الرقمي في تركيا نقلة نوعية تصدرتها التكنولوجيا الرقمية في مجال الأعمال، مما أدى لارتفاع مؤشر أنشطة التحول الرقمي من ٢,٩٤ (من أصل ٥)2019 إلى 3.06عام 2020، والمؤشر هو دليل قياس تصدره جمعية صناعة المعلوماتية التركية المعروفة باسم (توبيساد-TUBISAD)، وقد استطاعت بعض الشركات أن تلحق بهذا الركب بشكل كبير، مما شكل لها نقلة نوعية أوصلتها إلى المقدمة، وفيما يلي نضع بين أيديكم تجربة أحد الشركات التي اعتمدت على التكنولوجيا الرقمية في سبيل تحقيق تقدم.
تجربة شركة ألوسوي
[ihc-hide-content ihc_mb_type=”show” ihc_mb_who=”6,7,9,10″ ihc_mb_template=”1″ ]
شركة الوسوي لتصنيع أدوات العناية بالبشرة والتجميل، هي شركة من الوزن المتوسط، تم افتتاحها عام 1964 وتعد إحدى أبرز الشركات في سوق تركيا بشكل عام وفي ولاية قونيا بالتحديد. منتجاتها الخاصة التي تعرف بجودتها دون اللجوء للنقاش قد أكسبتها شهرة واسعة أبرزها ماركة:
- Moon: والتي تختص بكريمات ترطيب الوجه واليدين والجسم، ومعقم اليدين بصنفيه (بخاخ،جيل) ، صابون الجلد والشعر، مون فازلين.
- Bonhaır: والتي تختص بمنتجات العناية الخاصة بالحلاقة والشعر والوجه مثل: جبلات مثبتة للشعر، شامبو، مصفف للشعر، واكس للشعر، كرياتين مقوي ومغذي للشعر، ماسك لتنظيف الوجه، موشن بعد الحلاقة، زيت للجسم…إلخ
- Bulvar: والتي تختص بصناعة الكولونيا.
- Ulusoy: والتي تختص بصناعة بعض المستلزمات الطبية مثل: معقمات طبية، قفازات طبية، أكياس الماء الساخنة، لاصقات طبية لتخفيف الآلام.
وغيرها كثير والتي باتت تعرف بشدة على الصعيد الوطني وفي عدة دول بالخارج مثل فرنسا، وتصل أرباح الشركة السنوية لما يقارب 5 مليون دولار. وقد عرفت بطاقم عملها القليل والذي يمتلك خبرة عالية.
مشكلاتها قبل استخدام أدوات التحول الرقمي:
لقد باتت أعمال الشركة أكثر ازدهاراً مع مرور الوقت، ولكن هذا التوسع في حجم المبيعات، ورغبة الشركة في تلبية المستهلك النهائي بشكل مباشر والاستغناء عن الوسطاء صعب المهمة عليها بشكل كبير، وجعلها تدخل في دوامة من الاجرائيات التي لم يعتد عليها العمال من قبل.
في فترة انتشار وباء كوفيد-19 وبالتحديد في ( 2020/12 كانون الأول/ديسمبر) شهدت الشركة خسارة كبيرة في عدد من طلبياتها، ولم يكن الوباء وحده هو السبب، ولكن أخطاء داخلية فاقمت من المشكلة؛ إذ كانت الطلبيات تأتي تباعاً ولها موعد تسليم محدد؛ وفي ظل ظروف العمل الناتجة عن إتباع العمال للوقت وتسليم الطلبيات لشركة الشحن، أظهر التقرير النهائي للشركة أن عدد كبير من الطلبيات لم يتم ولم يتم تسليم بدلاً منها، لقد كانت إدارة الشركة تعلم أن هناك مشاكل في بعض الطلبيات، ولكن ضعف المعلومات وبطئ تدفقها جعلها تقلل من أهمية الأمر.
لقد كانت النتيجة الفعلية هي عدم وصول آلاف الطلبيات الصغيرة للمستهلكين خلال عام، وليس عشرات الطلبيات كما كانت الشركة تظن، مما أدى ذلك لخسارة مبالغ كبيرة وحتى لا تخسر الشركة عملاءها عملت على إعادة تسليم معظم الطلبيات من جديد مع تحمل تكاليف إضافية تتعلق بالشحن والتغليف، لقد كانت التضحية في سبيل الحفاظ على سمعة الشركة.
لقد كان لدى الشركة مشاكل في المخزون نتيجة ضياع جزء من الطلبيات وعدم وصولها؛ عدا عن الضغط الذي يواجهه فريق العمل والذي بدوره يؤدي لأخطاء تنتج عن حجم الطلبيات ومدة تسليمها، لقد كانت الأمور تشبه الكارثة، وكان الأمل بالاستمرار ضعيف، ربما كان الشيء الوحيد الذي يبعث على التفاؤل هو إيمان الإدارة بقدرتها على إيجاد حلول لما تواجهه.
الحلول المطروحة والتحول الرقمي
ولحل هذه المشكلة ومساعدة اليد العاملة قررت إدارة الشركة استعمال الادوات الرقمية المتاحة في الوسط والتي من خلالها ستساعد العمال والمشترين بنفس الوقت حيث قامت باستخدام جهاز الإحصاءات الآلي والذي بدوره يقوم بإدخال معلومات المنتج وتصنيفه تلقائياً مع مايوافقه من منتجات، كما أنها استخدمت جهاز الباركود لتحديد المنتجات الصحيحة وقراءتها إضافة لفتح صفحتها الإلكترونية الخاصة للوصول لعملائها حول العالم بسهولة والتعريف عن منتجاتها وقد قامت بالتعاون مع المواقع العالمية والدولية لإضافة منتجاتها وعرضهم على الفئة المستهدفة؛
(أي أنها استخدمت الباركود المرتبط ببرامج كمبيوتر لأرشفة المنتجات وإدخالها وإخراجها، كما أنها بدأت الترويج لمنتجاتها عبر مواقع عالمية)، وهي عملية بسيطة وخطوة لم تكلف الإدارة الكثير من المال إلا أنه كلفها الكثير من إعادة التأهيل والتدريب للعمال الذين اعتادوا على نمط معين من العمل.
بعد حل المشكلات:
المشاكل التي واجهتها الشركة قبل استخدام الأدوات الرقمية، بسبب كثرة الطلبيات وحجمها الكبير وقلة اليد العاملة؛ أدى إلى خسارتها منتجاتها أحياناً خصوصاً إن كانت الطلبيات خارج البلاد ولا تعاد المنتجات المرسلة بالخطأ إلى مخزنها لأن الخطأ لا يسهل اكتشافه إلا عند الإحصاءات السنوية، بل كانت تخسر مرتين، حيث إنها تعيد المنتجات والمواد الناقصة بالطلبيات الأخرى.
ولكن بعد التعديلات البسيطة التي أجرتها وفرت على نفسها وعلى عمالها الكثير من الوقت، الجهد، التعامل مع العملاء، بإضفاء المنتجات على المواقع الإلكترونية. فعوضاً عن التعامل المباشر بين العامل والمشتري بات المشتري يستطيع رؤية مايحتاجه عن طريق موقع الشركة والمواقع الأخرى، ويتم طلبه بشكل تلقائي،
كما أن المستودعات اتبعت أسلوباً أكثر تنظيماً يضمن له التأكد من خروج الطلبيات، وسمح لها نظام التتبع بالتأكد من وصول المنتجات في الوقت الصحيح، كما قامت الشركة بإنشاء مركز اتصالات (call center) في سبيل زيادة التفاعل مع العملاء بشكل مباشر، في النتيجة باتت الطلبيات تنفذ بأخطاء قريبة من الصفر، وبوقت أقل من المعتاد وبأقل الجهود الممكنة، والمنتج الذي يباع يظهر على الفور في حسابات المستودع والقسم المالي، خلال عام خفضت الشركة خسارتها إلى أقل بنسبة 75%، واستطاعت بعدها العودة لتحقيق موجة جديدة من الأرباح.
قد يهمك تجربة شركة NextProtein
[/ihc-hide-content]
Leave a Reply