القتال في سبيل التحول الرقمي

إن أغلب الشركات واجهت معوقات خلال فترة الأزمات العالمية بما في ذلك تلك الشركات في سوق الولايات المتحدة الأمريكية الذي يتمتع بكثير من القدرات، حيث أن بعض الشركات شهدت معدلات نمو سلبية خلال العام 2020 فيما بدأت معدلات النمو بالتحسن في منتصف العام 2021 حيث أثبتت الاحصائيات أن الشركات المتوسطة والتي تمتلك خطة عامة وصريحة وقادرة على قيادة خططها الاستراتيجية تنمو بمعدل أسرع مقارنة بتلك الشركات الغير مهتمة بالتطور الرقمي.وهذا مادفعنا لكتابة مقال بعنوان القتال في سبيل التحول الرقمي.

بين مدراء الشركات المتوسطة أن أصعب محورين خلال إدارة أعمالهم في البيئة الحالية يتمثلان في صعوبة التواصل مع موظفيهم وحثهم على الانخراط في بيئة العمل وزيادة انتاجيتهم، أما الآخر فيتمثل في الصعوبات والمشاكل المتعلقة في التواصل مع العملاء حيث يختلف مستوى هذه المعوقات حسب نوع القطاع.

والسؤال هنا كيف يمكن للشركات المتوسطة الاستمرار في ازدهارها على الرغم من تباين نمو الإيرادات ومواصلة المعوقات التي تواجهها؟

وتسبب كوفيد 19 إلى تسارع الاستثمار في التقنيات التكنولوجية وذلك لمعالجة الفجوة في مختلف مجالات الأعمال  لكن هذا التحول الرقمي لا يعكس بالضرورة شعور المدراء اتجاه أوضاع شركاتهم حيث أفاد قسم منهم أن التحول الرقمي أمر مهم للغاية بينما القسم الآخر اعتبروا أنفسهم متقدمين على أقرانهم حيث أن هناك جزء من الشركات المتوسطة تمتلك خطة و استراتيجية واضحة و صريحة للتحول الرقمي، في حين أن باقي الشركات ليس لديها خطة أو أنها لا تستطيع إعدادها في الوقت الحالي، وفيما يتعلق بالصعوبات الأخرى فقد نجد أن هناك تفاوت في مستويات الوعي الرقمي بين القطاعات فمثلاً في قطاع الصناعات التحويلية الذي يعتبر أحد أكبر القطاعات في الشركات المتوسطة نجد أن 50% من هذه الشركات أعربت عن اهتمامها بمواكبة التطور التكنولوجي اللازم لنجاحها في خوض غمار المنافسة فالأمر لا يرتبط فقط بالشركات المتقدمة فالتكنولوجيا تمس كافة الشركات العاملة في مختلف القطاعات.

إن التركيز على التحول الرقمي للشركات سيساهم في مساعدتها على التصدي للمعوقات المتعلقة في جعل الموظفين قادرين على الانخراط والتواصل مع العملاء.

فقد تتجاهل الشركات أحياناً أهمية المنصات الرقمية في التواصل مع العملاء و تركز على الاستثمار في أدوات التسويق الرقمي كإنشاء مواقع الكترونية متطورة مزودة بتقنيات التصوير عالي الجودة و إعداد برنامج لمكافآت العملاء يسهل الوصول إليه عبر الأجهزة المحمولة لتيسير التسويق و الطلب ومع ذلك يبقى التواصل مع العملاء و اندماج الموظفين يمثل عائقاً حيث أن ثلث الشركات المتوسطة تقول أنها استغنت عن أساليبها القديمة في التواصل مع العملاء واستبدلتها بأساليب التواصل الرقمي ويخطط 24% من الشركات لاتخاذ هذه الخطوة قريباً في حين أن 31% من الشركات عملت على تطبيق التقنيات التكنولوجية بشكل دائم للتواصل مع العملاء.

كما تواجه الكثير من الشركات المتوسطة تحديات بسبب عدم كفاية الموارد لتكاليف التكنولوجيا الحديثة حيث يتركز الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في سوق الشركات المتوسطة على العمليات اليومية للأعمال التجارية نحو 11% من إجمالي الميزانيات فقط.

ومن الملاحظ أن الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية لم يتأثر كما تأثر غيره من الأعمال خلال الأشهر الماضية ويرجع ذلك إلى الضرورة الذي فرضتها الظروف.

ويقول ثلثا القادة: إن افتقار المهارات الرقمية لموظفيهم تحرمهم من تحقيق الأهداف المرجوة وتتأثر المؤسسات بصورة أساسية بخمسة أنشطة وهي: المنتجات المعروضة، العمليات التشغيلية، قنوات البيع والتسويق، البنية التحتية التكنولوجية، والمهارات الرقمية.

و يعتبر بيع المنتجات (التواصل مع العملاء) و قوة العمل (اندماج الموظفين) أكبر صعوبتين تواجههما الشركات المتوسطة، وحسب قول الشركات؛ إن تجربة العميل و جذب العملاء المحتملين و أدوات التسويق تعتبر حالياً أهم ثلاث أولويات رقمية تواجه العملاء و بالتالي فإن أفضل ما يتم اتباعه لتحقيق التقدم الواضح في هذه المجالات هو الاهتمام بأدوات التسويق إلى جانب المزج الصحيح من أدوات التسويق و الخدمات الإلكترونية و غير الإلكترونية و تطوير موقع الكتروني فعال يربط العملاء بالموظفين و زيادة التفاعل الالكتروني مع العملاء.

أما بالنسبة لاندماج الموظفين فقد واجهت الشركات المتوسطة صعوبة في الوصول إلى المهارات المناسبة وجذبها وللتغلب على هذه المشكلة لابد من بذل الجهود في سبيل الاستثمار في الأشخاص ذوي الخبرة الرقمية والاستعداد لدفع المال مقابل جذب أشخاص يمتلكون المهارات المناسبة والاعتماد على المنصات الرقمية لتحديد أهداف الموظفين واستخدام تطبيقات الأجهزة المحمولة لاستقطاب المواهب والعمل بشكل مستمر لصقل مهارات قوة العمل بالإضافة للاعتماد على متخصصين خارجيين لسد فجوة المهارات الرقمية.

اقرأ ايضا إدارة التحول الرقمي داخل الشركات