الرقمنة الحكومية

ظهرت أهمية التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية مع تسارع تطور التكنولوجيا حول العالم، حيث وجب على جميع الدول أن تضع في أولوياتها خطة لتعزيز بنيتها التحتية بالتكنولوجيا، كما فرض عليها البحث عن أساليب إدارية هدفها إرضاء المواطن، فكان التوجه نحو الرقمنة الحكومية أو ما يسمى بالتحول الرقمي في القطاع العام.

يتمحور التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية حول المواطن، الذي يعد المستفيد الرئيس من الحكومة، بتلبية رغباته بدقة وسرعة في القيام بالإجراءات ضمن البلد الذي يعيش فيه أو حتى خارجه.

فوائد الرقمنة الحكومية

يمكن تلخيص الفوائد التي يقدمها التحول الرقمي في النقاط التالية:

1. الكفاءة والفعالية: حيث تساهم التقنيات الحديثة المستخدمة في المؤسسات الحكومية في رفع وتيرة العمل لما تمتاز به من دقة وتنظيم شبه مثالي.
2. الفهم الأعمق للمواطنين: يمكن للحكومة باتباعها للتحول الرقمي أن تفهم احتياجات المواطنين بشكل أفضل، ذلك يعود إلى القدرة على حفظ البيانات واستخدامها في عمل تحليلات وإحصاءات تثمر نتائج رائعة إن تمت الاستفادة منها.
3. توطيد العلاقات: يمكن للحكومات الرقمية أن تنخرط بسهولة مع الشركاء الخارجيين وتوظفهم لخدمة مصالحها، تبادل المعلومات هنا يكون من طرفين، وبالتالي يستطيع المواطن التفاعل مع الخدمة والجهة الحكومية.

تحديات الرقمنة الحكومية

من أبرز التحديات التي تواجه التحول الرقمي في بعض البلدان:

1. التكلفة العالية: حيث إن التحول الرقمي يحتاج إلى تمويل هائل لكي يطال كافة فروع الدولة.
2. قلة الكفاءات: والسبب يعود إلى عدم توافر كمية كافية من الأفراد ذوي الخبرة في التعامل مع التقنيات المتطورة باستمرار.
3. انتشار سياسة الابتعاد عن المخاطر حيث يرى متبنو هذه السياسة أنه يوجد أخطار من عملية التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية، وإن أي تغيير في نظام العمل قد يؤدي إلى مشاكل لا داع له.
4. عدم القدرة على التغيير: إن التصميم الداخلي لبعض المؤسسات لا يسمح لها بتطبيق استراتيجية التحول الرقمي، على سبيل المثال، قد لا تتوافر بنية تحتية مناسبة لتأسيس شبكة اتصالات محلية في المؤسسة، كما أن العقلية الإدارية تلعب دور في هذه القدرة أو القناعة على أنهم قادرين على التغيير.

آلية عمل الرقمنة الحكومية

 نعلم أن التحول الرقمي يعمل على مستوى الحكومة ككل، ومعياره الرئيسي هو المواطن؛ محور الخدمة، لذلك يقاس تقدم التحول الرقمي بمدى رضا المواطنين عن الخدمات الإلكترونية. لكن التحول الرقمي يبدأ من المستوى الأعلى نزولاً نحو الإجراءات الفعلية مروراً بكافة الوزارات، حيث يضع رئيس الحكومة النموذج الحكومي وآلية التركيب والهيكلية وكيفية سير خطوط السلطة فيها، ومن ثم يضع الخدمات العامة للحكومة ويرسم نموذج جديد قائم على التقنيات الجديدة.

تصميم مشروع الرقمنة الحكومية

1. التحضير: من خلال تشكيل فرق عمل تقوم بعمليات الإشراف على سير العمل وتقدمه، وتقديم الاقتراحات اللازمة، بالإضافة إلى تنفيذ خطة العمل وابتكار حلول للتحديات التي تعترضها.
2. دراسة الحالة: وذلك بهدف معرفة جميع المشكلات والعوائق بصورة واضحة، ورسم خطة لتجنبها في المستقبل.
3. تصنيف الخدمات: يتم ذلك من خلال معرفة كل منشأة الإمكانيات التي تقدمها لتنفيذ الخدمة المطلوبة في الزمن المطلوب.
4. توثيق الخدمات: تهدف هذه العملية إلى وضع مسارات للخدمات ومعرفة المدخلات والمخرجات وأيضاً معرفة العامل الزمني للحفاظ على مستوى الخصوصية والأمان بالنسبة للعملاء والحكومة.
5. التحسين: من خلال مراجعة العمليات وتحسين مساراتها ووضع كافة الأساليب الحديثة لتحسين الأداء وتقليص الزمن.
6. بناء النظام الرقمي: الأمر الذي يحتاج إلى دمج التكنولوجيا الرقمية الحديثة في منهجية العمل، ومعالجة البيانات إلى جانب حاجات العملاء حسب قدراتهم وإمكانياتهم في مواكبة التقنيات.
7. التسويق: أي تسويق الخدمات الرقمية للعملاء، وذلك يجب أن يترافق مع معرفة مستوى رضا العميل عن جودة العمل المقدم، بالإضافة إلى مراقبة أفعاله وردود فعله لتحقيق أقصى استفادة من تجربته.

يمكن الاستفادة من التحول الرقمي في الأمن الحكومي ومكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال يوفر التحول الرقمي إمكانية التعرف على العملاء من خلال صورهم وأصواتهم مما يؤدي إلى تقليل المهام الملقاة على عاتق الموظفين.

كما يمكن الاستفادة من التحول الرقمي في مجال الصحة، على سبيل المثال بالإخبار عن عدد الأسرة الشاغرة كل مستشفى في مدينة ما.

الخُلاصة:

العالم بأسره يتجه نحو الرقمنة، ولا بد من مواكبة هذا التغير والاستفادة من الحلول التقنية حتى في المؤسسات الحكومية. ولفعل ذلك يجب الاهتمام بمختلف التقنيات والعلوم التي ظهرت ودعم الأفراد في مسارات التعلم المتنوعة، بما في ذلك دراسة المشاريع، والأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، وتحليل البيانات لتطوير تجربة المستخدم. وقد يخطئ الإنسان لكن الحاسوب لن يفعل، بل سيقوم بدور مجموعة أفراد في المؤسسة، مما يجعل للتحول الرقمي إيجابيات كثيرة ونقاط قوة للتغلب على التحديات.

مراجع

التحول الرقمي في القطاع العام، حتميًا ولا غنًى عنه • Four Principles

التحول الرقمي – بوابة عماننا (oman.om)

التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية… – عكس الاتجاه نيوز

تحديات للتحول الرقمي على مدراء تقنية المعلومات في القطاع الحكومي تخطيها