جاري التحميل الآن
×

التنمية الذاتية والتطوير الشخصي في عصر التحول الرقمي

التنمية الذاتية والتطوير الشخصي في عصر التحول الرقمي

التنمية الذاتية والتطوير الشخصي في عصر التحول الرقمي

التنمية الذاتية والتطوير الشخصي في عصر التحول الرقمي والاستثمار الشخصي يبدأ من اكتساب ثقافة العقلية الرقمية، أو المنطق الواقعي في البيئة الإلكترونية، وأن تفكر، وأن تخطط، وأن تفعل كل ما يتناسب مع العالم الرقمي المتسارع في ظل الثورة التكنولوجية.

ولكن! كيف نفكر في كيفية التفاعل والتعامل مع التقنيات الرقمية؟ وما الذي يمكننا فعله لاستخدامها بما يخدم أهدافنا وطموحاتنا؟ ولماذا يجب أن نصنع أهدافنا بطريقة ذكية ورشيقة؟ وأين يمكننا بالفعل استثمار الجدوى والفاعلية والكفاءة والمهارة والقدرة للتكيف مع ظروف الحياة ومواكبة متغيرات العصر؟ وأخيراً، ما الذي نحتاج من أدوات كي نبدأ؟

الأمية الرقمية

حين يقال: إن الأمية في السنوات القادمة سوف تكون في إدارة المعرفة للرقمنة والعولمة؛ نتساءل: هل كل ما نعرفه ونمارسه من سلوكيات وتقاليد وبرامج وقناعات يمكن أن يساعد في تطوير الأداء وزيادة الإنتاج؟، يبدو أن الإجابة الصحيحة تكمن في نوعية الأساليب المستخدمة واستشراف المستقبل؛ لكي نتمكن بالفعل من صناعة الأهداف الذكية وأن نبتعد عن التقليدية والروتين.

لقد كشفتنا جائحة كورونا! وظهرت المهارات التي يجب أن تتوفر في الأفراد، والمؤسسات الناشئة، والصغيرة، والعملاقة، ولم تعد المهارات وحدها هي القادرة على تجاوز الأزمات وقياس نسبة النمو، بل يجب أن يكون الأفراد -كما الشركات- على مستوى مرتفع من المرونة والاستعداد الداخلي للتدريب والتعلم، كون هذا أحد أسباب وشروط النجاح.

المرونة والوعي الرقمي هو أحد أسباب النجاح الرئيسية، والأمية في المرحلة المقبلة ستطلق على أولئك الذين ليس لديهم القدرة على استخدام الأدوات الرقمية.

دعائم التطوير الشخصي في بيئة التحول الرقمي

يمكن أن نضع ثلاثة مسائل تساعدك على دفع موظفك -أو حتى أن تدفع نفسك- للانخراط أكثر في بيئة التحول الرقمي، وهي:

  1. صناعة التحفيز والدافعية: هناك حوافز داخلية تشمل المكافآت والدعم المعنوي والترقيات، وهناك حوافز خارجية مثل التطوير الوظيفي بما يشمل دورات التدريب واكتساب المهارات وتطويرها… إلخ.
  2. برامج التعلم: وهنا يجب تمكين الموظفين من الالتحاق بالدورات وورشات العمل التي تعزز لديهم ثقافة التطوير ومواكبة المتغيرات العالمية عامة وفي المؤسسة خاصة.
  3. التعليم الرقمي: وهذا يعني تحول الموظف من القيام بالمهام الورقية إلى الإلكترونية، وتصميم حقائب التدريب والتعلم الإلكتروني بطريقة مبتكرة وغير تقليدية وأن تنمي عامل الشغف والجذب لدى المتدرب والموظف وأن يتناسب ذلك مع احتياجاتهم الفردية والمؤسسية.

إن الرقمنة -بحدها الأدنى- تعني: تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية والمنهجية لدى الفرد، باستخدام دافع داخلي لدى الفرد، في سبيل تأمين احتياجاته لدى المؤسسة أو البيئة الوظيفية أو المجتمعية، عبر تملك أدوات التعامل مع البيانات وفهم البرمجة، أو تمكنه من فهم الوسائط المتعددة بما فيها استخدام المنصات الرقمية مثل زووم وغيرها، والتعامل مع البيانات ومعالجتها وتحويلها إلى معلومات وفهم البرمجة لتساعد في صنع القرار.

يؤدي النمو السريع المتزايد للمعرفة وانتشارها، فضلاً عن النطاق السريع التطور من البرامج والأدوات عبر الإنترنت، إلى متطلبات فنية جديدة، هذه في الغالب:

  1. اكتساب سريع للخبرة: أي قدرة الموظف على تعلم البرامج والأدوات عبر الإنترنت، وكذلك التعامل مع البيانات وفهم البرمجة ولو كان فهماً أولياً لأسلوب العمل، فعليه أن يدرك ماذا يحدث في العمق.
  2. فهم الوسائط المتعددة بما في ذلك استخدام المنصات الرقمية ووجود وسائل التواصل الاجتماعي، فكلنا اليوم نحتاج للتعامل مع الصورة والفيديو وبل أحياناً التعديل عليها والتعامل بعمق أكثر من أن نكتفي بمجرد تصفحها.
  3. مرونة عالية في استخدام أدوات الرقمنة: ومن الأدوات التطبيقية والأمثلة القوية على التعاون الرقمي الفعال، هو الذكاء الاجتماعي الذي يُعنى بالمساهمة في رفع قيمة البيئة الوظيفية للشخص، وقيادة الفرق متعدد الأفراد والمهارات. ثم الثقة التي يجب أن تتوفر لدى عموم الموظفين.

المتطلبات الجديدة للموظف في البيئة الرقمية

إن التعلم وتنمية المهارات في عصر الجيل الرابع للتكنولوجيا، يجب أن يعمم لدى الأطفال وأن يستمر معهم طوال حياتهم، وهذا نفسيا سوف يكون له الوقع التطويري الملموس طوال الحياة ويمكننا بالفعل استشراف المستقبل الرقمي القادم.

الوقاية من الأمية الرقمية

في العام 2022، ومن خلال نتائج الدراسات التي أجرت في كثير من الدول، تمت ملاحظة أن التطور الذاتي لم يعد يعني بالدرجة الأولى في تنمية القدرات الرقمية، بل انتقل بصورة متزايدة ومتزامنة للتحسين الذاتي، ولا يشمل هذا الحياة المهنية؛ مثل المهارات، بل يتعدى ذلك إلى الجوانب الشخصية، مثل اللياقة البدنية والسلامة النفسية والتطوير العقلي، وكما لوحظ أن الأولويات والأهداف الشخصية تبعاً لذلك اختلفت من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى، وقد أخذت مسميات مختلفة وجميعها يصب في نفس المضمون، والجميع يسعى لطلب المساعدة الذاتية وتطبيق ما تعلموه في مسارات حياتهم وشغفهم لرؤية النتائج وبل تقييمها والاستفادة من المعالجات فيها.

والأدلة المبنية على التطور الذاتي، تفيدنا بأنه في المكان الواحد -وحتى في محيط الأسرة الواحدة- يختلف مفهوم التطور والتنمية الذاتية، فهناك من يبحث عن الموارد المالية، وآخر يبحث عن العلاقات الشخصية والمجتمعية، وآخر يبحث عن ترقية في وظيفته أو مضاعفة الأرباح كرائد أعمال، أو تعلم صنع المشاريع ودراسة الجدوى. وكل هذا يمكننا أن نطوره من خلال مفاهيم الإبداع والابتكار الشخصي والمؤسسي وتطبيقه بصورة المختلفة من خلال الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات.

دعونا نعود قليلاً للخلف، جميعنا يجب أن يعود ويتذكر حجم التحديات التي واجهناها بصورة فردية وبصورة مجتمعية في نفس الوقت بقرار الإغلاق التام لمنع تفشي فيروس كورونا. وقتها كان الحديث حول “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”، اليوم نقول إن العصر الرقمي القادم يحتاج منا إلى التطور الذاتي الرقمي كوقاية من أمية قد تجرفنا للقاع، ولربما لا يتوفر العلاج لاحقاً.

يحتاج كل منا للدورات التدريبية حول مفاهيم وتطبيقات ومستقبل التحول الذاتي والرقمي، وإعادة تشكيل المفاهيم، والإصلاحات المجتمعية، وتعزيز القيم والتعامل مع المشكلات وإيجاد البدائل والحلول بصورة قيادية، نحن بحاجة إلى الأمن السيبراني في كل مسارات المستقبل التكنولوجي، وقبل ذلك سنصاب بالاكتئاب إن أدركنا متأخراً أن كل شيء يتم التحكم فيه بعيداً عن قدرتنا على تغييره أو إمكانات التعامل معه، نحتاج من يساعدنا لنتحول من مجتمعات الاستهلاك إلى علماء الإنتاج والتطوير!

نحتاج من يساعدنا لكي يكبر فينا الشغف الرقمي، وننمي عقولنا في رحلة المستقبل، ولا يجب أن نقع في مشكلة تتشابه مع ما يقع فيها فريق العمل، حيث كل فرد بالفريق يتولى مهمة جزئية من المهمة الشاملة، فأي تأخير لفرد في مهمته لأسباب تتعلق بكفاءته ومهاراته وقدراته سوف تكون على حساب وقت الفريق كله واكتمال تنفيذ أجزاء المهمة! فهل بالفعل يمكننا أن نتجاوز ذلك.؟ هكذا سوف تتعامل المؤسسات المستقبلية مع موظفيها ومع استقطاب الموظفين الجدد واختيارهم.

هل نمارس التخويف من خلال ما نكتبه، في الواقع أم أننا نحفز الجميع للتطور الشخصي، والتنمية الشخصية، ولا يمكننا في نفس الوقت التقليل من النمو الشخصي لأنه وباختصار، يسمح للأفراد أن يصبحوا أفضل نسخ من أنفسهم، مما يمنحهم المهارات والثقة اللازمة للتنقل في أي وقت، وبمعنى آخر مواكبة المد والجزر التي يمكن أن تحدثها الحياة الرقمية.

إن التنمية المستدامة التي أطلقها العالم ضمن رؤية معتمدة في كثير من الدول، تعتمد على تحقيق الرفاهية والرضا الذاتي. ولا يمكن تحقيق ذلك؛ ما لم يكن التفكير الذاتي جزءاً كبيراً من التطوير الشخصي وهذا هو المحور الرئيس في التفكير الرقمي. وفي سبيل ذلك علينا أن نؤمن تماماً أن حياتنا مليئة بالظروف والمفاجآت غير المتوقعة والتي قد تؤثر على أهدافنا ووتيرة تقدمنا، ولذا علينا أن نتعلم ونتدرب على تبني هذه التغييرات ومعالجتها، وسيكون ذلك أفضل بكثير من الوقوع في براثن الإحباط والعزلة.

هل فكرت يوماً كيف تتحول البيانات الضخمة إلى معلومات تؤسس لقرارات هامة؟ هكذا يجب أن نفكر في كمية التساؤلات الضخمة التي تجوب في عقلك الآن والتي قد لا تجد لها إجابات ما لم نخضعها لعمليات المعالجة السليمة. إننا في عصر الذكاء الاصطناعي والسحابة والنانو وعالم الفضاء المدهش والأجهزة الذكية والروبوتات وغيرها من الظواهر الملموسة وغير الملموسة. كن متحفزاً لخوض التجربة وأن تكون أفضل نسخة من نفسك، فكر في نقاط ضعفك لتحولها لفرص ونقاط قوة، ارسم لنفسك خارطة طريق، وطوِّر مهاراتك للمستقبل. وكل هذا سوف يساعدك على تعزيز الإبداع في العمل وخارجه وتغيير طريقة التفكير لديك والانفتاح على جوانب طاقتك الكامنة والاندفاع إلى الابتكار.

 الخُلاصة:

لقد ذُهل العالم بحجم التطور التكنولوجي والثورة الرقمية، وبدأ التفكير جدياً لمواكبة كل التحديات التي باتت جزءاً من تكوين حياتنا وعملنا ومستقبلنا. إن السعي لمواكبة ذلك يعني تطوير مهاراتنا وخبراتنا وقدراتنا والوصول إلى الكفاءة وتحقيق التنمية الذاتية ضرورة حتمية؛ لنذهب إلى المستقبل الرقمي.

إن المرونة والقابلية للتطور تدفعنا لمواكبة تكنولوجيا العصر وتحصيل المعرفة الثقافية بالرقمنة وثقافة التحول الرقمي، وكذلك إدارة المعرفة في التخطيط والتنفيذ ورسم خارطة الطريق ووضع الاستراتيجيات التي تناسب عمليات التدريب والتعلم وتنمية واكتساب وصقل المهارات للأفراد والمؤسسات.

اقرأ ايضا حاجة المدراء للمهارات الرقمية

المراجع

Bulbul Dhawan. (23 November , 2021). Self-transformation and its importance in personal growth, professional development and education. www.financialexpress.com. financialexpress india news.

Natalie Brehm. (27 April , 2022). What Is Personal Development and Why Is It Important www.allegromediadesign.com.

Stefanie Regel. (30 June, 2020). What distinguishes personnel development in the age of digital transformation. www.coachhub.com. CoachHub.

0 تعليق

إرسال التعليق

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.