جاري التحميل الآن
×

التحول الرقمي في الشركة المصرية للاتصالات

التحول الرقمي في الشركة المصرية للاتصالات

التحول الرقمي في الشركة المصرية للاتصالات

إن استخدام التكنولوجيا في إدارة الموارد البشرية لا يعد أمراً حديثاً فلقد بدأ استخدام الكمبيوتر في إدارة الموارد البشرية في الأربعينات من القرن المنصرم حيث استخدمت في نظم رواتب الموظفين وتخزين المعلومات، وتعتبر الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية هي جزء من التوجه الجديد في الإدارة وهـو الإدارة الإلكترونية والتي تعـد توجهاً حديثاً فرضته التطورات التكنولوجية الحديثة والذي يسهم في تحسين أداء المؤسسات ورفع كفاءتها وتعزيز فعاليتها في تحقيق الأهداف المرجوة.

حيث إنه مع ظهور التكنولوجيا القائمة على شبكة الإنترنت، تم تقديم مفهوم جديد لإدارة الموارد البشرية وهو الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية، ومن الجدير بالذكر أن استخدام تكنولوجيا المعلومات في إدارة الموارد البشرية قد نمى إلى حدٍ كبير في السنوات الأخيرة. ومن ضمن الشركات التي طبقت آليات التحوّل الرقمي في الآونة الأخيرة هي الشركة المصرية للاتصالات. 

النموذج:

تعد الشركة المصرية للاتصالات الشركة الرائدة في مجال الاتصالات المتكاملة في مصر، افتتحت الشركة أول خط تلغراف يربط بين القاهرة والإسكندرية في عام 1854، وأنشأت أول خط تليفون في عام 1881، وفي عام 1883 تم تمديد الخطوط لتشمل بورسعيد والاسماعيلية والسويس والمنصورة والزقازيق وطنطا. يعود تاريخ الشركة إلى أكثر من 160 عامًا من الخدمة المستمرة للشعب المصري، تمكنت الشركة خلال هذه الفترة من الحفاظ على مكانتها الرائدة في سوق الاتصالات المصري، وذلك ليس فقط من خلال تقديمها لأحدث التقنيات العالمية لعملائها الأفراد والمؤسسات،

بل أيضًا من خلال بنيتها التحتية القوية وشبكتها الواسعة من الكابلات البحرية. كما تمتلك الشركة نسبة 45% من شركة فودافون مصر. توفر الشركة لعملائها مجموعة شاملة من خدمات الاتصالات الصوتية الأرضية، وخدمات الإنترنت فائقة السرعة، وخدمات الاتصالات المحمولة.

تجربتة الشركة المصرية للاتصالات في التحول الرقمي: 

لقد أصبح النمو الكبير للتحول الرقمي يتغلغل في كل جانب من جوانب العمل والحياة العملية، ويجبر المنظمات باستمرار على تطوير نماذج وعمليات جديدة، فقد تغيرت بيئة العمل بشكل متسارع خاصةً فيما يتعلق بالتطوير الإلكتروني مما أدى إلى زيادة الحاجة إلى المعلومات ذات المواصفات الخاصة من دقة وسرعة وتكلفة. 

 منذ فترة ليست ببعيدة كان هناك قصور كبير في فهم دور الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية في تحسين الأداء المؤسسي في الشركة المصرية للاتصالات، فلم يكن العاملين مدركين لمفهوم وأبعاد الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية، ولم يكونوا على دراية بالعلاقة بين الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية والأداء المؤسسي. 

اتخذت الشركة المصرية للاتصالات عدّة خطوات لتحقق من خلالها الرقمنة لإدارة الموارد البشرية، فأصبحت تعلن عن وظائفها الشاغرة من خلال المواقع الإلكترونية، وتقوم باستلام الطلبات المرسلة إلى الشركة بشكل إلكتروني، كما انها صارت تستخدم أنظمة إلكترونية لتصفية طلبات التوظيف، فضلاً عن عملية اختيار المتقدمين للوظائف بطريقة آلية أيضاً، فضلاً عن أن المقابلة الأولى في الشركة المصرية للاتصالات تتم الآن بشكل إلكتروني. 

وفيما يتعلق بالتدريب والتعليم الإلكتروني، فإن الشركة المصرية للاتصالات تنظم الآن دورات تدريبية عن بعد للمنتسبين إليها، وتستخدم المؤتمرات المرئية لأغراض تدريب الموظفين عن بعد، كما أنّ موظفي الشركة يعتمدوا بشكلٍ كبير على أنظمة التعلم عن بعد في مجال عملهم، وتراقب الشركة المصرية للاتصالات العملية التدريبية وتقيمها باستمرار بطريقة آلية، إضافة لقيامها باستخدام الفيديو عبر الإنترنت لأغراض التعلم والتدريب عن بعد. 

بخصوص إدارة وتقييم الأداء إلكترونياً، فإن الشركة المصرية للاتصالات تقوم بتسجيل الحضور والانصراف إلكترونياً، كما تقيم أداء الموظفين من قبل المديرين بطريقة آلية أيضاً، فضلاً عن إرسال التغذية المرتدة للموظف بطريقة رقمية، كما أن الشركة تجمع المعلومات عن الموظفين لاتخاذ قرارات بشأن ترقيتهم أو تحديد احتياجاتهم للتدريب باستخدام النظم التكنولوجية الحديثة. 

 أما عن تجربة الشركة المصرية للاتصالات في دفع الأجور والحوافز، فإنها تقوم بربط نظام الحضور والانصراف الإلكتروني بنظام الأجور والحوافز، بحيث لا يكون للبشر أي تدخل في احتساب المستحقات المالية للموارد البشرية، كما تتيح الشركة للموظف أن يطلع على المعلومات الخاصّة بالأجور والحوافز بطريقة رقمية، ويستطيع الموظف أن يقدم الملاحظات الخاصّة بالأجور والحوافز إلى المسؤلين بنفس الطريقة المتبعة. 

انعكست نتائج هذه التجربة على الأداء التنظيمي بوجه عام للشركة المصرية للاتصالات، حيث إن الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة يضمن الاستثمار الفعال للموارد المتاحة، كما أنه قد ساهم في تحسين مهارة العاملين بالشركة بشكل كبير في تقديم الخدمات للعملاء، كما وفرت النظم الإلكترونية المتبعة وقت إنجاز المهام والأعمال للموظفين، وزادت معدلات إنجاز المهام وقلت التكاليف التشغيلية الخاصة بها. ولم تكتفي الشركة بهذه النتائج فقط، بل إنها ما زالت تنفذ البرامج التدريبية بغرض زيادة قدرة العاملين على أداء العمل بفعالية. 

خاتمة: 

اتضح لنا مما سبق أن لتطبيق الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية بأبعادها (التوظيف الإلكتروني، التدريب والتعلم الإلكتروني، إدارة وتقييم الأداء بشكل إلكتروني، ونظام الأجور والحوافز الإلكتروني) تساهم في تحسين الأداء التنظيمي بوجه عام في الشركة المصرية للاتصالات. كما اتضح أن أكثر أبعاد الإدارة الإلكترونية تطبيقاً واهتماماً في الشركة هو بعد التوظيف الإلكتروني، ثم التدريب والتعلم الإلكتروني، يليه بعد التقييم الإلكتروني للأداء، وأخيراً نظام الأجور والحوافز الإلكتروني. وتعكس هذه المؤشرات مدى الاهتمام الكبير الذي توليه إدارة الشركة المصرية للاتصالات لعمليات التحول الرقمي، والتحول تجاه تطبيق الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية، كما تعكس حسن استثمار وتوظيف الشركة لمواردها وإمكانياتها لتحقيق التفاعل والانسجام بين جميع الأنشطة في سبيل تحقيق الأهداف. 

وبعد كل تلك المجهودات التي بذلتها الشركة، فإنها لا يعوقها عن تحقيق مزيد من النجاح في رقمنة كافّة عملياتها إلا المزيد من الاهتمام بهذه العملية لا أكثر، كما أنها بحاجة إلى الدعم المالي المستمر بواسطة المساهمين، لتحافظ على معدلات أدائها الجيدة. 

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.