الاستفادة من التكنولوجيا في الشركة المصرية للاتصالات
إن استخدام التكنولوجيا في الشركة المصرية للاتصالات في إدارة الموارد البشرية لا يعد أمراً حديثاً فلقد بدأ استخدام الكمبيوتر في إدارة الموارد البشرية في أربعينيات القرن الماضي، حيث استخدمت في نظم رواتب الموظفين وتخزين المعلومات، ويعتبر التحول الرقمي للموارد البشرية جزء من التوجيه الجديد في إدارة الموارد البشرية، والذي يعد توجهاً حديثاً فرضته التطورات التكنولوجية الحديثة التي تسهم في تحسين أداء المؤسسات ورفع كفاءتها وتعزيز فعاليتها في تحقيق الأهداف المرجوة. وجدير بالذكر أن استخدام تكنولوجيا المعلومات في إدارة الموارد البشرية قد نمى وتطور إلى حد كبير في السنوات الأخيرة.
نتناول في هذا المقال نموذج التحول الرقمي في الشركة المصرية للاتصالات.
النموذج:
تأسست الشركة المصرية للاتصالات في عام 1854، وهي شركة مساهمة مصرية متخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهي أول شركة اتصال مصرية، وتقدم الشركة خدمات اتصال الهاتف الثابت والهاتف الجوال وخدمة الانترنت، وبالرغم من أن شركة تي إي داتا كانت أكبر شركة تقدم خدمة الانترنت في مصر إلا أن هذا الشركة قد تم دمجها مع الشركة المصرية للاتصالات ليصبحوا شركة واحدة تسمى شركة WE في عام 2016
وتقدم الشركة خدماتها المختلفة والمتنوعة لحوالي 12 مليون عميل في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، ويعمل بالشركة حوالي 54 ألف موظف موزعين على كافة الفروع، ويصل حجم أصولها الإجمالية لحوالي 5.4 مليار دولار، وحققت الشركة المرتبة الثانية في قائمة فوربس كثاني أقوى الشركات المحلية في مصر في عام 2021.
تجربة الشركة المصرية للاتصالات في التحول الرقمي:
لقد أصبح النمو الكبير في التحول الرقمي يتغلغل في كل جانب من جوانب الحياة العملية، ويساعد المنظمات باستمرار على تطوير نماذج عمل جديدة. ونظراً لتزايد المنافسة بين منظمات الأعمال ومن أجل الاستمرار والبقاء والنمو وتحقيق التميز في الأداء فمن الضروري للمنظمات أن تنجز وظائفها المرجوة بنوع من التميز في ظل ظروف المنافسة المحلية والعالمية،
لذا تسعى الشركة المصرية للاتصالات إلى تحسين مستوى أدائها وتسريع عملياتها من خلال مجموعة من الاستراتيجيات الخاصة بها لتحقيق ميزة تنافسية، كما تبذل الشركة قصارى جهدها في استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في إدارة الموارد البشرية، وتحاول أن تجعل التكنولوجيا الحديثة هي القائد الرئيس لأنشطة الموارد البشرية في المستقبل القريب، في محاولة للشركة لتحسين الأداء المؤسسي وتحقيق نتائج إيجابية على أداء كافة العمليات والأنشطة التي تتم داخل الشركة.
تمتلك الشركة المصرية للاتصالات نظاماً للمعلومات تستهدف به جمع البيانات عن الموارد البشرية وتحويلها إلى معلومات تساهم في إعداد التقارير وتقديمها للمستفيدين، تتبع الشركة نظاماً إلكترونياً للتوظيف حيث إنها تستخدم التكنولوجيا للمساعدة في عملية التوظيف من خلال الإعلان عن الوظائف الشاغرة عبر شبكة الإنترنت، ومن ثم يقوم الباحثون عن عمل بإرسال طلباتهم أو سيرتهم الذاتية على البريد الإلكتروني للشركة،
وبعد ذلك يتم تصفية طلبات التوظيف بطرق إلكترونية اعتماداً على البرامج الحديثة، كما تجري الشركة عمليات الاختبارات التأهيلية للوظيفة المتقدم عليها الأفراد بشكل إلكتروني أيضاً، ثم يتم اختيار الموظفين المحتملين لتوظيفهم تبعاً لاحتياجات الشركة، وأخيراً وقبل أن تتم عملية التعيين النهائية تقوم الشركة في بعض الأحيان بإجراء المقابلة الأولية بطريقة إلكترونية، ويحقق هذا النظام للشركة المصرية للاتصالات سهولة كبيرة ومرونة في إجراءاته المتبعة بدءً من جذب واستقطاب المرشحين مروراً باختيارهم وانتهاءً بتعيينهم.
تحرص إدارة الشركة المصرية للاتصالات على ضمان الاستثمار الفعال للموارد المتاحة لديها من خلال تنظيم دورات تدريبية عن بعد للموظفين للمساهمة في رفع إمكانياتهم وتنمية قدراتهم، حيث تستخدم الشركة المؤتمرات المرئية لأغراض تدريب الموظفين عن بعد، إضافة إلى أن الموظفين في الشركة المصرية للاتصالات يستخدمون أنظمة التعلم عن بعد في مجال عملهم بشكل عام. كما تحرص الشركة على إنجاز الأعمال المخططة في أقل وقت ممكن مع مراعاة معايير الجودة المطلوبة لتحقيق أعلى عوائد ممكنة وذلك من خلال الاستفادة من التطبيقات والبرامج التكنولوجية الحديثة المخصصة لتسهيل إنجاز المهام.
تقدم الشركة المصرية للاتصالات برامج تدريبية إلكترونية معدة خصيصاً لإكساب العاملين بالشركة المهارات التكنولوجية الحديثة التي تساهم في إنجاح عمليات التحول الرقمي داخل الشركة، وذلك عن طريق تدريبات يتم بثها إلكترونياً عبر الشبكة الداخلية للشركة، وعلى شبكة الإنترنت، حيث يوفر نظام التدريب الإلكتروني بالشركة التعلم القائم على الحاسوب، وغرف الصف الافتراضية الرقمية.
يتم إثبات حضور وانصراف العاملين في الشركة المصرية للاتصالات بطريقة إلكترونية عن طريق أجهزة بصمات الوجه والأصابع، ويتم ربط هذا النظام بالرواتب الشهرية التي يحصل عليها العاملين بشكل دوري. ليس هذا فقط، بل إن نظام الحضور والانصراف هذا يرتبط أيضاً بنظام الحوافز الخاصة بالشركة.
الملخص:
نتيجةً لتزايد حجم المنافسة بين منظمات الأعمال المحلية والعالمية ومن أجل الاستمرار والبقاء والنمو وتحقيق التميز في الأداء، وتماشياً مع مبادرات التحول الرقمي المحلية والعالمية اتخذت الشركة المصرية للاتصالات عدة خطوات في سبيل تحقيق التحول الرقمي والمساهمة في تحسين أداء الموارد البشرية التي بدورها ستنعكس على نجاح الشركة ككل. حيث تنظم الشركة دورات تدريبية عن بعد للموظفين للمساهمة في رفع إمكانياتهم وتنمية قدراتهم التخصصية والتكنولوجية بهدف إنجاح وتدعيم جهود التحول الرقمي بالشركة، كما تقوم الشركة بتسجيل حضور وانصراف العاملين من خلال أجهزة البصمات الإلكترونية، ويتم ربط هذا النظام بشكل مباشر بنظامي الرواتب وكذلك الحوافز.
إرسال التعليق