جاري التحميل الآن
×

أثر التحول الرقمي في المؤسسات الناشئة

أثر التحول الرقمي في المؤسسات الناشئة

أثر التحول الرقمي في المؤسسات الناشئة

في بداية عام 2020، بدأ رئيس قسم التميز في دائرة الموارد البشرية في أحد الشركات الناشئة؛ بالتفكير العميق عن الآليات التي يمكن اتباعها لتحويل قيام الموارد البشرية بالمهام الورقية، إلى مهام رقمية. وأكثر ما واجهه في خطته هو كبار السن من الموظفين، ومجموعة الكسالى، وهؤلاء الذين يغرقون في الأمية الإلكترونية.

وما بين اقتناعه بالابتكارات التكنولوجية الرقمية، وبين خيبة أمله في إمكانية التغيير في العقليات التقليدية، كان دائم البحث عن الحلول الممكنة وتحقيق نسبة إنجاز، ولكن كيف؟

لقد توصل إلى حل ابتكاري لإقناع إدارته والموظفين بأهمية التحول الرقمي والإدارة الرقمية في المؤسسة. وقد كانت حجته أن التكنولوجيا تعمل على تحسين حياة الناس وزيادة الرضا الوظيفي والقدرة على تقديم الخدمة للجمهور في كل الأوقات والأزمات وسواء من داخل البيت أو خارجه، وبالتالي فإن التحول من المهام التقليدية الورقية إلى المهام الرقمية، سيعمل على تسهيل أداء المهام التي يواجهها الموظفون في أعمالهم. وكما أن هذه الاستراتيجية الرقمية تأخذ في الاعتبار نقاط القوة والضعف والمخاطر، والتحديات والتهديدات والفرص.

وفي الواقع لم يكن ينظر للتحول الرقمي الفردي أو لشركة دون أخرى، بل هدف إلى أن يشمل التحول الرقمي جميع المؤسسات، ومنها الشركات الناشئة والصغيرة وذلك لتأثيرها التنافسي مع المؤسسات الكبيرة وفرص تبني الثورة التكنولوجية ونحن اليوم في الجيل الرابع الذي عمل على تطوير ريادة الأعمال والأبحاث والتطوير والابتكار الرقمي في المؤسسات.

الإدارة الرقمية في المؤسسات الناشئة:

دعم هذا المدير حجته بقوله: “إن تطبيق برامج التحول الرقمي سوف يجعل المؤسسة أقوى بنسبة لا تقل عن 30 % من المنافسين وترفع نسبة النمو لأكثر من عشرة في المائة. وبالإضافة إلى ذلك فالإدارة الرقمية في المؤسسات الناشئة ستعمل على تحقيق الكثير من الفوائد” وذكر بعض الفوائد التي نستطيع أن نلخصها في الآتي:

  • إنجاح تجربة العميل
  • تطوير مداخل رقمية جديدة
  • تقليل الموازنات التشغيلية
  • الحرص على وضع الأهداف الذكية والتخطيط السليم.
  • مرونة تقييم الأداء والعمليات للأفراد في المؤسسات
  • رفع مستوى القدرات والكفاءات والفاعلية للأشخاص
  • الوصول إلى حالة الابتكار في المؤسسة
  • تحقيق ميزة التنافس المؤسسي والرشاقة الوظيفية
  •  

إن واحدة من أبرز الفوائد التي يمكن اكتسابها من التحول الإيجابي الرقمي في المؤسسات؛ هي التنمية الشخصية للأفراد، لقد ثبتَّ أن السعي للتحول الرقمي يُساعد فريق العمل في التمتع بالرضا الوظيفي داخل بيئة العمل ويقلل من التأثيرات الخارجية والتي قد تؤثر على مستوى الأداء والعمليات والإنتاج. وعلى الرغم من أن عملية التحسين الرقمي غالباً ما تكون غير سهلة إلا أن أهم محفزات العمل فيها تشمل إعادة تشكيل الشخصية الرقمية للموظفين والمؤسسة وتحسين تجارب العملاء، والخدمات المقدمة لهم ومتلقي الخدمات والمستهدفين من المهام.

الإدارة الرقمية والتطوير الشخصي

ولعل أهم ما يمكن أن يواجه المؤسسات والموظفين في بداية كل عملية تحول -سواء باتجاه الإدارة الرقمية أو غيرها- هو كيفية الوصول إلى حالة التكيف والتأقلم والاندماج في البيئة الجديدة، وخلق فرق العمل وإعادة تصميم الاستراتيجيات والأهداف الذكية وتحليل ذلك وصول للتقييم لغرض التصويب والتطوير الشخصي والمؤسسي العام.

تشير الأبحاث العلمية والدراسات في هذا الشأن، أن الموظف الذي يقضي ربع ساعة يومياً في الانتقال من بيئة عمل إلى أخرى في نفس المؤسسة، أو تغيير طبيعة المهمة المكلف بها، أو تغيير الوسائل المتاحة مثل الانتقال من العمل المكتبي إلى العمل عن بعد أو العمل الهجين، فإنه في أقل من شهر سوف يبدأ دماغه في تطوير قناعات وأساليب عمل فردية تنعكس على المؤسسة، وهو ما يطلق عليه (العقلية الرقمية).

قبل سنوات حين برزت قوة التحول الرقمي وأهميتها، وانتقلت كثير من المؤسسات الكبرى للتسويق الرقمي  والتنافس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبروز مسميات جديدة مثل (مستشار رقمي)، أو خبير تسويق تقني… إلخ. بدأ واضحاً أن العولمة الرقمية في طريقها للجميع دون استثناء، ولتحقيق ذلك واللحاق بها لا بد من التغيير.

وربما يتفق الجميع اليوم -باحثين وخبراء وغيرهم من المهتمين- أن أثر الإدارة الرقمية في المؤسسات الناشئة، يظهر من خلال مستوى التنافس بين المؤسسات (رقمياً)، والقدرة على التغيير والتكيف لمواجهة التطورات في بيئة العمل وفي بيئات السوق العالمية وفي أساليب تقديم الخدمات.

العلاقة بين الإدارة الرقمية والثقافة الرقمية

إن العلاقة بين الإدارة الرقمية في المؤسسات الناشئة، وبين الثقافة الرقمية، تبنى على درجة تكيف الموارد البشرية وبيئة العمل مع القدرة على الفاعلية والأداء، والرشاقة المؤساساتية. وهذه العلاقة ينشأ عنها الثقة والتمكين في اتخاذ القرارات، ولربما هذا ما يميز الشركات والمؤسسات الناشئة (الحديثة) عن تلك الكبيرة، من حيث قدرتها على التحول الرقمي بسرعة أكبر وبأقل جهد.

تطوير التسلسل التنظيمي واستقطاب الموهوبين

كما أن الشركات الناشئة يمكنها بالفعل تطوير التسلسل التنظيمي بما يخدم البيئة الرقمية وتوزيع المسؤوليات والمهام وتوزيع فرق العمل بوضوح ومرونة عالية. وفي نفس الاتجاه فإن التوصيف الوظيفي في تلك المؤسسات الحديثة يكون أكثر التصاقا بدليل العمل، وينصح في تلك المؤسسات بتفعيل العصف الذهني؛ لتتمتع الموارد البشرية بحرية التعبير والمشاركة في اتخاذ القرارات، لما في ذلك من انعكاس إيجابي على الخطة الاستراتيجية والتحول الرقمي واستقطاب الموارد البشرية أصحاب المواهب والمهارات الرقمية ودمجهم مع ذوي الخبرة والكفاءة في المؤسسة. ومن نتائج ذلك سوف يتولّد مزيد من الانتماء للمؤسسة والرضا الوظيفي وتحقيق مستويات من الأداء الأفضل الإنتاج وخدمة الجمهور.

الخُلاصة

أهمية التحول الرقمي في المؤسسات الناشئة أنها تتميز بالمرونة، والديناميكية في البيئة المتغيرة، مما يعني القدرة على تطور المؤسسة واستمرار تدفق أعمالها وتكيفها مع الاتجاهات المختلفة وخدمات العملاء والزبائن. إن استمرار المرونة الرقمية في الشركات يتطلب تحديث المعرفة للعاملين من الموارد البشرية، وتمتعهم بمهارات رقمية وتعزيزها وتحديثها من خلال دورات وورشات التدريب سواء التدريب الوجاهي أو الافتراضي.

اقرأ ايضا حاجة المدراء للمهارات الرقمية

إرسال التعليق

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.