هل انت مستعد لريادة الأعمال؟

لديك الفكرة الجيدة، بلا شك. ولكن السؤال الأهم؛ هل أنت قادر على تأسيس شركة؟، وهل هناك صورة نموذجية لرجل أعمال ناجح؟

دعني أقول لك بشكل مسبق وعلى عَجل كن مطمئنًا: ليس هناك نموذج معد مسبقاً، أو قالب يحدد طموحك.

أولاً: العلوم الإنسانية تتحدى نفسها

إن رسم صورة رجل الأعمال الناجح أمر مستحيل. منذ فترة ما بعد الحرب، عملت العديد من المدارس على ذلك النهج من خلال دراسة السمات الشخصية، والسلوكية، والقياسات النفسية،
وما إلى ذلك، مع سرد الصفات التي تكون واضحة في بعض الأحيان؛ كالطموح والمثابرة،
ولكنها متناقضة أيضًا مع الإصغاء والحساسية. وقد تم وضع حب القيادة في المقدمة، كما أن البعض زعم أن صاحب المشروع يجب أن يكون شخصًا غريب الأطوار، ولديه نمط حياة غريب وشاذ في بعض الأحيان، كما وصفه البعض بأنه يجب أن يكون غير قادر للخضوع للسلطة أو التكيف مع التنظيم، أي أنه متمرد دائماً ولا يحدده قانون، أو يكبله قيد.

يقول الدكتور (ياسر بن طاهر)، الأستاذ في كلية إدارة الأعمال في باريس: 

“إن ريادة الأعمال تنبع من المواقف أكثر من كونها شخصية”، واعتمادًا على السياق السابق، يمكن حشد جوانب مختلفة من شخصية رائد الأعمال. ومع ذلك، هناك توافق على سمتين أساسيتين هما: الاستعداد لتحمل المخاطر، والقدرة على الابتكار.
ومع ذلك فإن سمة الإعلان عن أداء رائد الأعمال، لايجب أن تتضمن ثورية الفكرة، أي أن العمل الذي يقوم به رائد الأعمال، ليس من الضروري أن يكون غير مسبوق ولا يعني أن يكتشف مجرة جديدة.
في مطلع 2022، أطلق (ستانيسلاس جويلي فروسارد)، 36 عامًا، شركة مساهمة، قائمة على فكرة بسيطة، وهي إعادة استخدام المواد المستخدمة في الفعاليات، مثل تلك المخلفات من الأكياس، والأكواب، والزينة وغيرها.

لقد عمل (ستانيسلاس) لمدة عشرة سنوات في هذا القطاع بعد توليه شركة تأجير المعدات السمعية والبصرية التي أسسها والده. وبعد العروض التي كان يشارك بها؛ يتم التخلص من أمتار مربعة من السجاد والأقسام القابلة للإزالة أو القماش المشمع بعد استخدامها لمدة يوم أو يومين فقط، بل وحتى ساعات. فعلياً؛ عمل الرجل على نوع من النفايات، حيث قال “إن بداية موضوع النفايات هذا بدء لديه بطرح تساؤلات لدى عملائنا، أذكر أنني فكرت في إعداد عرض يقترح قنوات لإعادة الاستخدام أو إعادة التدوير”، ولقد عرف أن البداية ستكون بسيطة حيث كان يمتلك عميلاً وحيداً، ولكن بطلب مستمر ودائم؛ قبل أن تبدأ أعماله بالتوسع، هذه فكرة بسيطة بمخاطر محدودة، ورغم أنها لا تعد ثورية إلا أنها بدت تحقق نجاحاً كبيراً، وتحولت لشركة فعلية.

ثانياً: امتلاك الرؤية

امتلاك رؤية هنا، تعني حدًا أدنى من التأمل من أجل معرفة الأسباب لمشكلة موجودة، وإيجاد حلول لها. ولكن، حتى عندما تكون مخاطر ريادة الأعمال منخفضة، فإن معرفة كيفية الحفاظ على طموح المرء أمر ضروري. يلخص (ميشيل سيزون)؛ 60 عامًا، -مهندس ذكاء اصطناعي سابق تحول إلى مدرب، والذي أسس ثلاث شركات ناشئة-: “أن تكون متحمساً لا يتعلق بالرغبة فقط، بل بالتعلم أيضاً، تعلم وانفتح على التجريب”.

إذاً “الانفتاح على التجريب”هو كلمة السر، وهو العنصر الرئيسي في دراسة أجريت عام 2006، أظهر الباحثان Hao Zhao وScott Seibert بالفعل أن الانفتاح على التجريب هو الأساس في ريادة الأعمال.

الملخص

لايوجد نموذج مسبق لرائد الأعمال، أي أنك لست مضطراً للبس ثوب معين لكي تكون رائد أعمال، وكل النظريات المسبقة التي تحدثت عن مواصفات الإداري الناجح ورائد الأعمال والقيادي المميز؛ تتناقض مع بعضها بين الحين والآخر، ولربما يتفق الجميع على مسألتين وحسب يمكن أن تتحلى بهما كرائد أعمال، وهما: قدرتك على تحمل المخاطر، وقدرتك على الابتكار.

هذا لايعني أنك ستبتكر ماهو صعب ومعقد، ولكن هناك آلاف الأفكار البسيطة والتي يحتاجها الناس، ابدأ وقم بتجريب أفكارك وإخضاعها للواقع.

إقرأ أيضاً عشرة مجالات واعدة لشركتك الصغيرة في مرحلة ما بعد كوفيد19

مقال مترجم من مجلة الإدارة الفرنسية -العدد304- أكتوبر_تشرين الأول 2022 بعنوان: ” Etes-vous prêt pour l’entrepreneuriat?”