أثر الانتشار المستمر والمتسارع للوباء (كوفيد-19) سلباً على الشركات في جميع القطاعات إذ واجهت غالبية الشركات تحديات جمة في إطار محاولاتها لاستعادة السيطرة على الوضع وضمان استمراريتها والحفاظ على إيراداتها وأرباحها وعلى الرغم من التدفق النقدي الكبير للتحولات الرقمية في الشركات الصناعية الكبيرة إلا أنه لاتزال نسب الفشل في التحول كبيرة فما هي أسباب الفشل في التحول الرقمي للشركات وفيما يلي سنعرض أكبر نقطتان تساهمان في فشل التحول الرقمي في الشركات بالإضافة لحلولهما.
أما عن التحدي الأول في فشل التحول الرقمي فيكمن في الخلافات غير المعلنة بشأن الأهداف بين كبار المدراء فإذا لم يكن كبار المدراء متفقين تماماً سيصعب على مرؤوسيهم المباشرين الاتفاق على الأولويات وطريقة قياس التقدم.
و الحل هنا: حدد بالتفصيل الفرصة و المشكلة التي تعالجها و طريقة بناء الشركة التنظيم حول الحل المرغوب قبل الاستثمار، فمثلاً قامت شركة إيطالية لإنتاج الكهرباء و الغاز الطبيعي بإطلاق مشروع تحول تهدف من ورائه إلى زيادة حجم قاعدة زبائنها من 300 ألف إلى مليون وذلك خلال خمس سنوات فقط، عن طريق بناء قنوات رقمية وتحسينها و ليس لدى الشركة موظفو مبيعات عن طريق الهاتف، حيث يرى قادتها أن مستقبل المبيعات يكمن في السبل الرقمية و أنهم باستخدام الأدوات المناسبة سيتمكنون من تبسيط تجربة العملاء وجذب كثير من العملاء الجدد.
أما التحدي الثاني في فشل التحول الرقمي فيكمن في الانقسام بين الإمكانات الرقمية الداعمة للتجربة والإمكانات المتوفرة لدعم توسيعها حيث إن عدم معالجة هذه المشكلة يجعل الشركات تواجه خياراً بين قبول تأخير زيادة الإنتاج لفترة طويلة أو محاولات القيادة لإحداث تغيير سريع وصعب كي تحقق ما وعدت به.
والحل: البحث عن طرق خارجية لسد الفجوات أو تغذية التجارب الداخلية من أجل زيادة الإمكانات الرقمية في المؤسسة من البداية
ولكن تجنب كثير من القادة هذه التحديات بصورة تامة عن طريق بناء “معامل ابتكار” داخلية ضمن المؤسسة الأكبر من أجل تطوير مشاريع تجريبية و توسيعها وهي مختبرات تجريبية مستقلة تابعة لمجموعة البحث و التطوير الرئيسية تكلف بإنجاز ابتكارات أسرع و أقل كلفة فإن معامل الابتكار هذه تضع قوة المؤسسة العضلية وراء التجديد الرقمي وهي ليست محصورة بقسم البحث و التطوير أو تصميم المنتج و إنما تعمل من البداية حتى النهاية بدءاً من احتضان الأفكار الجديدة مروراً بتصميم الحلول المحتملة وصولاً إلى التطوير و التوسيع كما أنها مندمجة إلى حد كبير بالمؤسسة.
فعندما تتوقع الشركات التحديات التي تكلمنا عنها في هذه المقالة ستحظى بموقع أفضل لتقديم حجة مقنعة للتمويل وستكون احتمالات نجاحها في ابتكاراتها أكبر بكثير، كما أنها ستتجاوز فشل التحويل الرقمي.
اقرأ المزيد حول كيف تحول الشركة التقليدية الى المجال الرقمي؟
Share this content:
0 thoughts on “نقطتان تساهمان في فشل التحول الرقمي”