معوقات جذب الكفاءات
تغيرت بيئة الأعمال بشكل كبير خلال الآونة الماضية وذلك بسبب الأزمات التي شهدها العالم، حيث أصبحت تأخذ الشكل التكنولوجي وأصبح أصحاب العمل يسعون لتوظيف الأشخاص الأكثر مهارة من الناحية التقنية بسبب الحاجة إلى تغيير طريقة إدارة العمل وفي الوقت الحالي تواجه الشركات صعوبات كبيرة في العثور على الموظفين المناسبين للعمل معهم حيث أنها وبسبب التحول الرقمي؛ نحن بحاجة لموظفين ماهرين بالتكنولوجيا وعلى دراية تامة بعالم الأعمال كونهم قادرين على مساعدة الشركات خلال رحلة التحول الرقمي. سنستعرض في هذا المقال الجديد معوقات جذب الكفاءات في الشركات.
ويعتبر العثور على المواهب الرقمية أحد أكبر المعوقات التي تواجهها الشركات اليوم ولعل أهم ثلاث تحديات لتوظيف المواهب الرقمية، يمكن أن تتلخص بالآتي:
- دمج المواهب الرقمية في الأنشطة الرئيسية للشركة: حيث تقوم العديد من الشركات بإنشاء برامج تسريع التحول الرقمي، و إن غالبية هذه البرامج توجد حيث حيثما توجد الأدمغة الرقمية كما أن لهذه البرامج ثقافات مختلفة عن تلك الموجودة في شركاتها الأم، أي أنها تستخدم لغات و مصطلحات و تقنيات و أدوات مختلفة عنها و يمكنها إنشاء قيمة كبيرة للشركة عن طريق إعادة إنتاج أعمال جديدة، ولكن قد تواجه الشركات تحد ٍكبير في مواجهة برامج التسريع وهو كيفية دمج المواهب الرقمية في الأعمال الأساسية؟؛ إن الغاية الرئيسية لإنشاء برامج التسريع هي تحفيز الابتكار الرقمي لكنها تبقي الموظفين الجدد على مسافة بعيدة من الشركة الأمر الذي يجعل من الصعب عليهم متابعة كيفية تفاعل الشفرات البرمجية التي ينتجونها مع خطة الشركة و انتاجها الأساسيين، و من أسباب حدوث ذلك هو عدم وجود مسؤول لتنفيذ مهمة دمج برنامج التسريع مع الجزء التقليدي من الشركة حيث في أغلب الأحيان تترك هذه المهمة لكبار المدراء الذي يجد من الصعب عليه وضعها في أولوياته نظراً لازدحام جدول أعمالهم.
- الاستفادة من المواهب الرقمية في جميع أنحاء الشركة: هناك استراتيجية متبعة من قبل الشركات وهي تدريب الموظفين أصحاب المهارات التقنية العالية على أنواع جديدة من العلوم الرقمية الأمر الذي يؤدي إلى تحسين كفاءة الإنتاج و تقليل تباين الجودة و جعل عملية التحاق الموظفين الجدد بالعمل تتم بشكل أسرع، لكن المشكلة تظهر عند عدم قدرة الشركات من الاستفادة من المهارات الرقمية الجديدة في أقسامها و إداراتها الأخرى، كما أنه هناك مشاكل أخرى متعلقة بالتدريب حيث إن الكثير من الشركات تجعله محصوراً في أقسام تكنولوجيا المعلومات الغير مرتبطة بالعمليات الأساسية و بما أنه يتوجب على أرباب الصناعات التقليدية زيادة التفاعل مع زبائنهم عبر الواجهات الرقمية فيجب عليهم التركيز على الإنتاج القائم على البيانات لذا لا تحتاج الشركات إلى أجهزة استشعار جديدة فحسب بل تحتاج إلى عمالة مدربة على العمل القائم على البيانات.
- البدء بالمبادرات التصاعدية: أما الاستراتيجية الثالثة للعثور على المواهب الرقمية فهي المبادرات التصاعدية المنطلقة من القاعدة إلى القمة وذلك بأن تطلب الشركة من جميع موظفيها أن يقدموا أفكاراً حول كيفية التأقلم مع التقنيات الرقمية ومن ثم تختار بعض الأفكار المناسبة لها و تقدم الموارد اللازمة لتطبيقها، هذا الأمر يساعد الشركة على الكشف عن المواهب الرقمية و زيادة التعاون بين الأقسام، حيث ان بعض الشركات أدركت أنه يجب تقديم الاهتمام و الرعاية اللازمة للمبادرات و تشجيع ودفع الموظفين للمشاركة من خلال تنظيم فعاليات تقوية الوعي و متابعة الموظفين المشاركين.
وفي النهاية يمكن القول إن التحول الرقمي يمثل تحدياً كبيراً ولتحقيق النجاح، في هذا التحدي يجب على الشركات دمج الموظفين في الأنشطة الرئيسية لها، وتطوير المواهب ضمن خطة العمل الكلية بالإضافة لامتلاك الشركات رؤية واضحة حول كيفية تطوير الإمكانات الرقمية للكفاءة التشغيلية مما يعود بالقيمة على المستهلكين.
اقرأ المزيد حول إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية
Share this content:
إرسال التعليق