قد يختلط علينا الأمر في تعريف كفاءات قيادات تكنولوجيا المعلومات، وكفاءات قيادات التحول الرقمي، فالتحول الرقمي يرتكز على وجود ثقافة قيادية تؤمن بالتحول الرقمي والقدرة على قيادة المؤسسة أو الشركة في أعمال الرقمنة وغيرها، ولذلك فإن قادة التحول الرقمي يتمتعون بهذه الصفات الطموحين أو الرؤساء التنفيذيين الذين يتطلعون إلى شغل مناصب قيادية رقمية، يجب أن يتصفوا بالسمات والمهارات اللازمة.
اقرأ عن أهمية البيانات في اتخاذ القرارات – Etunum
فماهي السمات اللازم توافرها في قادة التحول الرقمي؟
-
- لدى قادة التحول الرقمي المعرفة والوعي والفهم للنتائج التي تؤدي إلى عمل ناجح وبالتالي هم يربطون باحترافية بين النقاط في خارطة العمل، ويعرفون كيف يربطون الإجراءات بالأشخاص والمهام، وما هي الأدوات والتكنولوجيا المطلوبة لتحقيق تلك الأعمال الرقمية الناجحة. ( Sağbaş و Alp Erdoğan، 2022)، أي أنهم باختصار يدركون الهدف من وراء عملية التحول الرقمي.
- تعمل قيادات التحول الرقمي في المؤسسات على تفكيك التعقيدات الحاصلة في التكنولوجيا ومواكبة التطورات التقنية، بحيث يعملون على إزالة التعقيدات وتبسيطها وكذلك هم يتجنبون وبل يفضلون عدم التحدث بالاختصارات ويعمدون إلى الرقي بالمفردات التقنية لتشكيل ثقافة المؤسسة الرقمية، أي أنهم باختصار يبسطون الأمور.
- وكما يعمد قادة التحول الرقمي على خلق فريق عمل التميز وعدم اللجوء إلى الهيكلة التنظيمية التقليدية وخاصة في مسألة جمع وتحليل البيانات ومعالجتها واتخاذ القرارات. فهم يعملون على إنشاء الحلول المبتكرة من خلال تكنولوجيا المعلومات المرتبطة بالتحول الرقمي وإزالة كل الحواجز والمعيقات لتمكين سبل الإبداع والابتكار، باختصار هم يفضلون الإنجاز على حساب الهيكلية والقوالب.
- لا يكتفي قادة التحول الرقمي بتقارير القوالب الجاهزة التي تصل لهم وتحجبهم عن أهم عوامل النجاح في التكنولوجيا الرقمية، وهي عوامل: الجمهور أو متلقي الخدمات أو المستهلك. فقادة التحول الرقمي يعملون على تغيير الثقافة التنظيمية التقليدية للمؤسسات، فيحددون لهم رؤية واستراتيجية ويستمعون بعمق للجمهور ويتفاعلون مع المشكلات ويبنون حلولا تقنية مبتكرة تحل المشكلات الحقيقية التي يواجهها العملاء، لذلك فإن قادة التحول الرقمي هم المسيطرون على السوق والأكثر قدرة على المنافسة والنجاح. (Build a digital transformation roadmap in 8 steps + free template، 2022)، باختصار إنهم يفضلون السماع من الجميع بشكل مباشر ليقارنوا مايصل لهم بالوقائع.
- لا يهتم قادة التحول بالكمية، ولكنهم يهتمون ويحرصون على أن يكون لكل عمل ونجاح قيمة، فهم يركزون على التدفق الرقمي للعملاء دون توقف، باختصار القيمة التي تؤمنها المؤسسة مسألة مهمة لتحقيق النجاح.
- يحرص قادة التحول على الواقعية وتحديد الاتجاهات والتركيز على ثقافة الأفراد وأهداف المنظمة وبالتالي هم يتمتعون بعقول متفتحة وعلى استعداد دائم للتكيف ومواجهة المتغيرات نحو الأفضل وتحول الفرص إلى قوة. (Overby، 2021)، باختصار إنهم يمتلكون المرونة.
مواجهة التهديد السيبراني من قبل قادة التحول الرقمي
لكي نوضح الأمر بصورة واضحة، دعونا الآن لنقارن بيئة العمل ما قبل الجائحة وأثناءها وفي حاضر اليوم.
في فترة ما قبل الجائحة، كان ستة في المائة فقط من الموظفين يعملون عن بعد (من المنزل). وفي أثناء الجائحة تضاعف العمل عن بعد، واليوم في العام 2022، تشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 42 بالمائة من الموظفين يعملون عن بُعد والبقية من الموظفين يعملون كخليط بين العمل الوجاهي وعن بعد وهو ما يعرف بالعمل الهجين.
نتيجة تلك الإحصائيات، فإن المؤسسات أصبحت ترسم إستراتيجياتها وتوزيع الموظفين وتوظيفهم بناء على المرونة في العمل، ولكن يجب الانتباه أن هذا النوع من العمل يفتح المجال أمام التهديدات السيبرانية والقرصنة نتيجة العمل على الأجهزة الشخصية واتصالات الإنترنت المنزلية، فلقد زادت الهجمات السيبرانية ضد الشركات بنسبة 31 % وذلك ما بين عامي 2020 إلى 2021. وهذا يستدعي حماية البيانات ونقلها بصورة آمنة.
وتشكل هذه إحدى نقاط الضعف التي تستدعي تنشيط الأمن السيبراني وإدراج ذلك ضمن السياسات الرقمية والممارسات في الأعمال.
ويجب إخضاع الموظفين إلى التدريب على الحماية الشخصية الإلكترونية واكتشاف الثغرات الأمنية وكما يمكن ربط حواسيبهم بنظام تقني يوفر الحماية واكتشاف الأخطار قبل وقوعها. (Chabot، 2022)
النجاح في قيادة العمل الهجينإن الانتقال السلس من العمل الوجاهي إلى العمل الرقمي أو الهجين، يعتمد على التنظيم الدقيق لجميع الأصول وليس المحتوى فقط، وتنظيم المستخدمين والمحتوى وتجنب الارتباك وحدوث الفوضى في العمل. ( Carvajal، 2022)
· اعتماد التخطيط المبكر والشامل لجميع جوانب إعادة توحيد الأعمال
تعتبر قيادة التحول الرقمي، من أكثر أنواع القيادات التي تمارس التنمية المستدامة وتطبقها من خلال المرونة في العمل واعتماد العمل الهجين، وإحداث التوازن الأفضل بين العمل والحياة وضغط العمل ويجعل ساعات العمل أكثر إنتاجية.
· التكامل السلس لفرق عمل التميز.
· دمج البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
· الفهم الكامل والشامل لعمليات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالشركة وبالمنافسين.
· اعتماد قيمة المحتوى وقيمة النتيجة التي تعتبر حصيلة الأعمال.
· الأرشفة الرقمية للأعمال والتخلص من القديمة أو غير مستخدمة.
· تصنيف الوصول إلى محتوى مختلف والتحكم فيه من خلال فرق عمل التميز
الخُلاصة:
التحول الرقمي يرتكز على وجود ثقافة قيادية تؤمن بالتحول الرقمي والقدرة على قيادة المؤسسة أو الشركة في أعمال الرقمنة وغيرها، وهو يختص في فهم ما يريده العميل وتلبية احتياجاته وخدمة الزبون وصولا إلى الابتكار. ولدى قادة التحول الرقمي المعرفة والوعي والفهم النتائج التي تؤدي إلى عمل ناجح.
قادة التحول الرقمي يتمتعون بهذه الصفات لديهم القدرة على خلق فريق عمل التميز وعدم اللجوء إلى الهيكلة التنظيمية التقليدية، وكما يعملون على تغيير الثقافة التنظيمية التقليدية للمؤسسات، فيحددون لهم رؤية واستراتيجية ويستمعون بعمق للجمهور ويتفاعلون مع المشكلات
المراجع
Share this content: