جاري التحميل الآن
×

دراسة حول قطاع الملابس في تركيا

دراسة حول قطاع الملابس في تركيا

دراسة حول قطاع الملابس في تركيا

يشتهر قطاع الملابس في تركيا بكونه قطاع ينمو بشكل مستمر، وله سمعة حسنة في بين منافسيه وزبائنه في الساحة الدولية، إضافة إلى استقراره الجيد من حيث مخرجات العملية الإنتاجية.

يأتي التجار من مختلف الدول لشراء وتصدير الملابس التركية، حيث تعد ذات جودة جيدة وأسعار مناسبة بالمقارنة مع الملابس المنافسة لها في الدول المختلفة، وتتميز إسطنبول بالتحديد بأنها مركز لأكبر أسواق الملابس الجاهزة في العالم، ويعمل في هذا القطاع مئات ألاف الأشخاص.

وفي هذه الدراسة سنقدم لكم معلومات مركزة حول وضع هذا القطاع الحيوي، والذي اكتسب ميزة تنافسية دولية.

أولاً: الإنتاج السنوي للملابس[1]

بلغ حجم صناعة النسيج والملابس في تركيا في عام 2019 أكثر من 30 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل 6.8% سنوياً حتى عام 2030، وأن يتجاوز حجم القطاع 53 مليار دولار في عام 2030، هذا يعني أن تركيا قد تبيع من الملابس في عام واحد ما يفوق الدخل المحلي الإجمالي لبعض الدول العربية مثل لبنان أو تونس أو الأردن.

في عام 2020، أصبحت تركيا الدولة السادسة الأكثر تصديرًا في العالم في صناعة الملابس، وحسب بيانات مجلس المصدرين الأتراك[2]، فإن صادرات القطاع سجلت رقما قياسيا خلال 2022، محققة نمواً 4.8 بالمئة خلال العام الماضي، مقارنة بـ 2021، في حين حققت عائدات من صادرات الملابس الجاهزة بقيمة 21.2 مليار دولار في 2022، وبقيمة 21.5 مليار دولار في عام 2021.

فقد تم بيع ماقيمته 12.3 مليار دولار من هذا المبلغ إلى دول الاتحاد الأوروبي في عام 2021، وكانت أهمّ الدول التي تم التصدير لها هي: ألمانيا، إسبانيا، إنجلترا، هولندا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا.

وصدَّر قطاع الملابس الجاهزة التركية منتجاته إلى 215 دولة ومنطقة، وبذلك استحوذ على 8.3 بالمئة من إجمالي صادرات البلاد في عام 2021.

ملخص: الإقبال على قطاع الملابس الجاهزة في تركيا كبير من مختلف دول العالم، وتتمتع الملابس التركية بسمعة جيدة تعزز الطلب المستقبلي.

ثانياً: المنتجين الأهم في تركيا

في عام 2022، سجلت تركيا 39,973 شركة في صناعة الملابس الجاهزة، أي أننا نتحدث عن حوالي 40 ألف مؤسسة تنتج الألبسة، ويعمل في هذا القطاع حوالي 677,395 شخصًا، بالتالي يوجد ألاف المنتجين وشركات الألبسة في تركيا وتتوزع بشكل رئيس في إسطنبول وبورصة وإزمير وتُصدِّر إلى جميع أنحاء العالم بالإضافة لمحلات البيع بالتجزئة المنتشرة في جميع الولايات التركية بكثافة وخصوصاً في المولات الكبيرة.

توجد العديد من الأسواق الجملة حول العالم التي تعتبر وجهة رئيسية للتجار من مختلف أنحاء العالم لشراء بضائعهم. هذه البضائع تُشترى بكميات كبيرة وتُصدر فيما بعد إلى بلدانهم. يتم متابعة هذه البضائع بعناية حتى تصل إلى الوجهة النهائية (الرجالية، النسائية الأطفال).

من أبرز أسواق الجملة البارزة:

  1. سوق مارتر:

يقع سوق مارتر في مدينة إسطنبول ويعتبر واحدًا من أبرز الأسواق المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة للنساء والرجال في تركيا، يتميز بسهولة الوصول إليه ويوفر العديد من المحلات التجارية وصالات العرض ومراكز التسوق، كما تتواجد في منطقة مارتر متاجر تبيع المواد الخام المستخدمة في صناعة الألبسة، مما يضفي قيمة إضافية على هذا السوق ويجعله مركزًا يجتمع فيه مشغلو الخياطة ويقدمون منتجاتهم لصالات العرض.

  1. سوق لالالي:

يوجد سوق لالالي في المنطقة التاريخية القديمة التابعة لبلدية الفاتح في إسطنبول، تتميز هذه المنطقة بنشاطها التجاري الكبير وتعد وجهة للتجّار المحليين والعالميين الذين يبحثون عن سوق يضم مجموعة متنوعة من الألبسة، بما في ذلك ملابس الأطفال والنساء والرجال وملابس السهرات، ويحتوي هذا السوق على أشهر ماركات الملابس التركية ويجذب التجار من مناطق الاتحاد الأوروبي وشمال إفريقيا، كما يتميز بوجود شركات الشحن والتخليص الجمركي التي تقدم خدماتها للعملاء.

  1. سوق عثمان بيه:

يعد سوق عثمان بيه وجهة رئيسية للباحثين عن ملابس السهرة وفساتين الزفاف ذات الجودة العالية والتصاميم المبتكرة، على الرغم من أسعاره العالية، يضم هذا السوق أشهر الماركات المتخصصة في هذا المجال.

  1. سوق زيتون بورنو:

يقع في منطقة مارتر القريبة من زيتون بورنو في الشطر الأوروبي لمدينة إسطنبول أكثر من عشرة آلاف متجر للمنسوجات والملابس، يعمل بها أكثر من مئة ألف عامل، ويقدر عدد زوارها من التجار الأجانب بثلاثة آلاف تاجر يومياً، وتعد زيتون بورنو؛ موطناً للورشات الصغيرة والمعامل المتوسطة في تركيا، ومنها انطلقت كثير من الماركات المعروفة كماركة إل سي واكي كي المعروفة.

  1. سوق العرائس وألبسة المحجبات:

يتواجد هذا السوق في شارع فوزي باشا بالقرب من جامع الفاتح في إسطنبول، ويختص بفساتين الزفاف ذات التصميم الراقي وفساتين المحجبات والملابس الشرعية، وبالعموم يمكن إيجاد الملابس الخاصة بالمحجبات في مارتر وزيتون بورنو وبعض الأسواق الأخرى الخاصة، ولكن هذا السوق تحديداً متخصص بشكل أكبر.

  1. أسواق أخرى:

بالإضافة إلى تلك الأسواق، يوجد سوق غونغرن الذي يعتبر وجهة رئيسية للباحثين عن ملابس شعبية ذات جودة منخفضة وأسعار مقبولة، وسوق آق شمس الدين الذي يتميز بتجارته في القماش وإكسسوارات الخياطة والملابس الرياضية، كما يتركز فيه تجارة ملابس “الهوم وير” (ملابس المنزل).

في حين يختص سوق محمود باشا بتجارة الملابس الجاهزة، بما في ذلك الملابس الداخلية ومنسوجات المنازل مثل السجاد ومستلزمات غرف النوم[3].

  1. أسواق المفرق

تتواجد أسواق المفرق في كل مكان في تركيا تقريباً، ولكننا نركز هنا على الماركات التركية التي أصبحت ماركات عالمية معروفة ( الجدول رقم1) وهذه الماركات تمتلك سلسلة انتاج تبدأ في المعمل وتنتهي في محلات بيع المفرق عبر شبكة واسعة من التصريف داخل وخارج تركيا، وتقدم بعض هذه الماركات نظام الفرنشايز، حيث يستطيع التاجر أو رائد الأعمال الوصول لمؤسسته الخاصة عبر الحصول على ترخيص استثمار من أحد ماركات الألبسة المعروفة.

الجدول رقم (1) أهم ماركات الألبسة في تركيا التي انطلقت للعالمية

الموقع

الرابط

اسم المنتج

İstanbul

https://corporate.lcwaikiki.com/

Lcwaikiki

İstanbul

https://www.mavi.com/

Mavi

İstanbul

https://www.defacto.com.tr/

defacto

Bursa

https://www.akbaslar.com/

Akbaşlar

İstanbul

https://www.avva.com.tr/

avva

İstanbul

https://www.koton.com/

Koton

 ملخص: تتوزع أسواق الجملة في مناطق مختلفة من تركيا، وتنتشر أبرز الأسواق والمعامل في إسطنبول وبورصة، كما توجد معامل وورش صغيرة في انطاكيا وبعض الولايات الأخرى، ويتميز كل سوق بمواصفات خاصة.

ثالثاً: مقارنة الأسعار التركية بأسعار دول أخرى في مجال الألبسة

تعتبر الألبسة التركية التركية ذو أسعار متوسطة بالمقارنة مع غيرها على مستوى العالم، وتشهد اقبال الأشخاص متوسطي ومتدني الدخل بشكل رئيسي، في حين تعتبر الألبسة الإيطالية أفضل منها من ناحية الجودة لكن أغلى سعراً منها، وأما الألبسة الصينية فهي أكثر مبيعاً بالمقارنة مع غيرها، في حين تأتي الملابس المصرية في المرتبة الأخيرة مقاربة للألبسة الصينية.

الجدول رقم (2) مقارنة الألبسة التركية مع غيرها من الدول (الدرجة من 5)

البضائع

التركية

الإيطالية

الصينية

المصرية

الجودة

4

5

2

3

الأسعار

4

3

2

4

الأناقة والتصميم

4

5

3

2

المبيع

4

5

5

3

المجموع

16

19

12

12

ملخص: تعتبر البضائع التركية أفضل من البضائع الصينية بشوط كبير، وتأتي بجودة وسمعة أقل من البضاعة الإيطالية، وهو ما يجعلها مناسبة للطبقات الاجتماعية المتوسطة بشكل أساسي.

رابعاً: خصائص اللباس التركي

  • الجودة: تتميز المنتجات التركية بجودتها العالية والامتثال الدقيق للمواصفات العالمية، مما يثبت ثقة المستوردين الذين يشعرون بالطمأنينة عند رؤية عبارة “صنع في تركيا”.
  • السعر: بالإضافة إلى ذلك، تتميز تلك المنتجات بأسعارها المناسبة والمقبولة بينما تحتفظ بالجودة العالية، ويعود سبب انخفاض الأسعار إلى توفر المواد الخام واليد العاملة منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى دعم الحكومة المتواصل للقطاعات الاستثمارية والإنتاجية في البلاد.
  • تكاليف الشحن: إضافة إلى ذلك فمن خواص قطاع الملابس في تركيا هو سهولة الاستيراد بناءً على موقعها الاستراتيجي بين القارات، والتنوع الواسع في العروض، مما يمنح المستورد خيارات متعددة لمنتجات محددة.
  • ألبسة التستر أو الألبسة الخاصة بالمحافظات: وتعرف البضائع التركية في جميع البلدان بالجودة الفائقة وجمال التصاميم، وتحظى بإقبال شديد من المواطنين باختلاف اعمارهم وفئاتهم، في حين أنها تتميز بألبسة المحجبات ذات الطراز التركي الجميل والمميز والذي ترغب الكثير من الفتيات المسلمات بتجربته وارتدائه، علاوة على ذلك تجد الفتيات اللواتي يفضلن الألبسة الواسعة والتي تضمن لهم تغطية الجسد مقصدهن في الألبسة التركية، واليوم نجد في العالم ستايل اسمه الستايل التركي، والحجاب التركي.

ملخص: الاستثمار والتجارة في قطاع الملابس التركية، أخذ بالتزايد لما تتمتع به من خصائص تعتمد على الستايل الإسلامي الحديث، وكذلك من ناحية الجودة والسعر.

القضايا المتعلقة بالتحكم بالجودة

تشكل صناعة الملابس الجاهزة الحلقة الأعمق لمختلف أنشطة إنتاج المنسوجات، وتعتبر الجودة مهمة للغاية في هذا القطاع، لأنه لا يمكن إنتاج الملابس الجاهزة إلا بالسعر والجودة المطلوبة التي يجب أن تلبي طلبات المستهلكين، وهو أمر ممكن فقط من خلال إنتاج خالٍ من الأخطاء، لأنه حتى أدنى خطأ سيؤدي إلى حالات عدم توافق مختلفة وستنخفض الجودة، بالتالي سيتأثر القطاع بشكل كبير ويؤثر على سمعته.

تولي الحكومة التركية التي تعمل على ضبط الجودة من خلال القوانين التي تقوم بإصدارها أهمية كبيرة لمسألة الجودة بداية من خلال فحص جودة القماش والمواد الأولية المدخلة والفحص الذي يتم أثناء عملية الإنتاج وحتى تجهيز المنتج النهائي.

قضية الماركات المقلدة

يعد انتشار ماركات الملابس المقلدة في تركيا من المواضيع المشهورة في تركيا بالرغم من انتهاكها لحقوق الملكية الفكرية، وتضم الصناعة العديد من الشركات والمصانع التي تنتج ملابس مقلدة عالية الجودة، وتشمل أيضاً الأسواق التي تستورد وتوزع هذه المنتجات للمستهلكين.

تستمر هذه الصناعة بالوجود بقوة على الرغم من محاولات مكافحتها، وتُتداول المنتجات بأسعار جذابة، ويتطلب استيراد الملابس المقلدة معرفة دقيقة بالأسواق والأسعار، والقدرة على التفاوض للحصول على صفقات جيدة.

وفيما يخص شحن الملابس المقلدة يجب أن تتم مع مراعاة المعايير الدولية للتصدير والشحن لتجنب المشكلات، وبمعرفة المزايا والعيوب والأسواق والأسعار وشروط الشحن، يمكن للتجار الحصول على منتجات مقلدة بأسعار وجودة مناسبة للتسويق المحلي والدولي. ويجب أن نشير إلى الأثر السلبي لهذه الصناعة على الاقتصاد والصناعة الأصلية والابتكارية في تركيا على الرغم من القوانين والحملات التي تتم لمكافحتها، ومن بعض الماركات المقلدة نذكر ما يلي: Calvin Klein وTommy وHilfiger Gucci وPrada وغيرها.

ملخص: تنتشر في تركيا بعض الماركات المقلدة وهو أمر له مزايا لدى البعض، ولكن له أضرار لدى المؤسسات المنتجة، وبالتالي يجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار.

خامساً: الفرص العالمية التي توجه صناعة الملابس

  1. الاستثمار في المتاجر الإلكترونية أو الرقمية: يؤثر التقدم التكنولوجي على طريقة تسوق المستهلكين وتفاعلهم مع العلامات التجارية، حيث يتسوق المستهلكون حول العالم بشكل متزايد عبر الإنترنت، يتضمن هذا الاختيار للمستهلكين الشحن المجاني وضمانات أفضل الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، تعد الراحة والتجربة الإيجابية التي يوفرها البائعون عاملاً مهمًا آخر في التجارة الإلكترونية، حيث يمكنهم التسوق من مختلف العلامات التجارية والطلب من أيّ مكان يريدون.

وقد عززت العلامات التجارية وتجار التجزئة وجودهم في التجارة الإلكترونية في السنوات الأخيرة وأعطوا الأولوية لاستراتيجيات البيع بالتجزئة متعددة القنوات، وفي الحقيقة إن العديد من المشاريع الجديدة تدخل السوق أيضًا من خلال البيع بالتجزئة عبر الإنترنت.

  1. الاستثمار في الاستدامة: في عصر الموضة السريعة، يعيد المستهلكون تقييم عادات التسوق الخاصة بهم ويقدرون بشكل متزايد ممارسات البيع بالتجزئة المستدامة. وكشفت دراسة أجريت على نمط الحياة أن 60% من المستهلكين يشعرون بالقلق إزاء تغيّر المناخ، فإن 64% يحاولون ترك تأثير إيجابي على البيئة من خلال الإجراءات اليومية. ومع ازدياد وعي المستهلكين بالبيئة، تحاول شركات الملابس الحد من التأثير البيئي لهذه الصناعة من خلال ابتكار المواد، وشفافية سلسلة التوريد، وإعادة البيع والتأجير.
  2. الاستثمار في التصميم: الموضة السريعة هو المصطلح المستخدم لوصف تصميمات الملابس التي تنتقل بسرعة من منصة العرض إلى المتاجر لتلبية الاتجاهات الجديدة، وقد انتشرت الموضة السريعة مع انخفاض أسعار الملابس وزيادة الإقبال على الملابس العصرية وزيادة القوة الشرائية للمستهلكين. وبسبب كل هذا، تتحدى الموضة السريعة خطوط الموضة التي تروج لها الموضة التقليدية موسمياً، في حين يقدم تجار التجزئة للأزياء السريعة منتجات جديدة عدة مرات في الأسبوع لمواكبة الاتجاه الجديد.

 ملخص: الاستثمار في مجال الألبسة هو استثمار رابح في مجمل الأحيان، ولكنه يحتاج أن يسير مع التوجهات الحديثة، وأن يعمل بشكل يوائم بين السعر والجودة والمطلوب من الجمهور، مع استخدام آليات ترويج جيدة تتناسب مع الاستثمار.

المراجع: 

[1] Hazır Giyim, kolayihracat,link

[2] جودة وأسعار منافسة.. شهرة عالمية لقطاع الملابس بإسطنبول,aa, 15.08.2023,link

[3] وللعلم فإنه يوجد في تركيا في تركيا جمعية صناع الألبسة TGSD التي تحتوي على أكبر معامل وشركات الألبسة في تركيا، ويمكنكم الوصول لها من خلال الرابط التالي: https://tgsd.org.tr/

قد يهمك أيضاً قراءة في فرص وتحديات الاقتصاد السعودي خلال الربع الثاني من عام 2023، الرابط.

Share this content:

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.