جاري التحميل الآن
×

الرقمنة بين الحواجز والمبادرات

الرقمنة بين الحواجز والمبادرات

الرقمنة بين الحواجز والمبادرات

يعتقد البعض أن الرقمنة هي قمة التطور الذي يمكن أن ينقل المؤسسات إلى مستوى التنافس الاستثماري، والفوز بالمشاريع المالية الضخمة، ولكن الحقيقة مختلفة تماماً، فالرقمنة هي ثقافة المؤسسات التي ترفع من مستوى وجودة الخدمات المقدمة للجمهور، وتقلل من الجهد وتزيد من الإنتاجية. ولا يمكن أن يتم التحول الرقمي دون القدرة على إدارة الرقمنة، وتطوير ثقافة التعاون والتواصل بين الموظفين والإدارات والتخلص من المشكلات التي يسببها التحول الرقمي. سنطلع في هذا المقال على موضوع الرقمنة بين الحواجز والمبادرات بشكل مفصل.

الذكاء البشري، ومهارات رأس المال البشري 

الأبحاث العلمية والممارسات العملية في مجالات إدارة الرقمنة، تربط بين الذكاء البشري، ومهارات رأس المال البشري، وثقافة الشركة، والتنمية المستدامة وبين قدرات الذكاء الاصطناعي وسلامة صنع القرارات والتنبؤات والاستشراف التطوري وتحقيق الكفاية في بيئة العمل والكفاءة التنافسية والمالية والتشغيلية في العمل ويرفع من مستويات النمو في المجالات التي تتبناها المؤسسة.

الهدف التنموي والاستثماري من التحول الرقمي

إن الهدف التنموي والاستثماري من التحول الرقمي، يرفع من مستويات التميز والتخطيط الفعال في المؤسسة، وكما يمكنها من بناء خططها على تلك الأهداف الرقمية الذكية وزيادة التنبؤ لديها للحصول على مشاريع، وتحقيق، وتنفيذ خططها، واستراتيجيتها.

 وقد أثبتت الإدارة الرقمية بأنها من أهم ما يمكن للمؤسسات الاعتماد عليه، لسلامة التوجيه للموارد البشرية، وتوزيع الموارد عبر سلسلة حاضنة تقنية مركزها قسم تكنولوجيا المعلومات والتميز والتخطيط المؤسسي والإدارات العليا والجهات التنفيذية، والوصول لمرحلة النضج الرقمي ومقاومة التغيير الحاصل في المؤسسات وبين الموظفين الذين ينظرون بعين التخوف والريبة لمشاريع الرقمنة، ويعتقدون أنه سيتم الاستغناء عنهم وهو ما أثبتت التجارب عدم دقته وأن للموارد البشرية القدرة على البقاء في أماكن في حال تطوير مهاراتهم ومواهبهم وقدراتهم من خلال التعلم والتدريب.

أهمية المهارات الأساسية للموارد البشرية 

ونكتب ذلك بوضوح ومن خلال الدراسات البحثية والتجارب والممارسات العملية، والتي أثبتت أن نقص المهارات الأساسية للموارد البشرية هي التي تهدد المؤسسة ككل بالتراجع وعدم القدرة على التنافس أو الحصول على الامتيازات الاستثمارية وجذب رؤوس الأموال واستقرار الموازنة المالية. لهذا فإن المؤسسة تضع في أولياتها بعد إقرار خطط التحول الرقمي، أن تساعد وتشجع على تدفق المواهب المطلوبة لها؛ لتنفيذ برامج التحول والتغيير الرقمي.

الديناميكية التنظيمية في التحول الرقمي 

وكلما كانت هناك موارد بشرية متعددة المهارات في بيئة العمل، فسوف يدعم ذلك دمج التقنيات الرقمية فيها، ولذا تستعين المؤسسات بعلماء البيانات ومهندسي تكنولوجيا المعلومات ومهندسي البرمجيات والتعلم الآلي ومهندسي الأمن السيبراني. ولكل منهم الدور الذي يوصل المؤسسة للديناميكية التنظيمية التي تقود إلى مستويات النضج الرقمي المطلوب.

الموازنة وإدارة الرقمنة 

إن الإنفاق على عمليات التحول الرقمي في المؤسسات، لا تسير بطريقة طردية عام تلو الآخر، ولكنها تمثل أولوية عليا للعالم الرقمي اليوم، فحتى في حالة الانتكاسات والانكماش والأزمات الاقتصادية، لا تتوقف عملية النمو والتحول والتطوير الرقمي، ولعل استطلاع الرأي للرؤساء التنفيذيين لقسم المعلومات واستناداً لما قاله مورغان ستانلي، فإن العام الحالي 2022 قد سجل انخفاضاً طفيفاً عن العام الماضي فيما يخص زيادة الإنفاق، بحيث سجل أن ما يقرب من 10 في المائة يخططون لزيادة الإنفاق على “التحول الرقمي” في هذا العام، وهو انخفاض طفيف منذ عام 2021.

مبادرات التحول الرقمي 

هذه الإحصائية تأخذنا مباشرة إلى مبادرات التحول الرقمي، وتلك المبادرات يجب على أصحاب القرار والمسؤولين في الهرم التنظيمي وقيادات المؤسسات التعمق في مبادرات التحول الرقمي، حيث تعد إحدى أهم الأدوات في البناء الرقمي وتنفيذ استراتيجيات التي تستجيب للحاجة المؤسسية والمجتمعية والعالمية للرقمنة.

وتقسم المبادرات التي تخص التحول الرقمي إلى ما يلي:

  1. خفض التكلفة والموازنة المالية من خلال التقنيات الجديدة وعملية ترحيل البيانات والمعلومات إلى السحابة الإلكترونية أو الأتمتة التي تربط الجيل الثالث للثورة التكنولوجية بالجيل الرابع حين الذكاء الاصطناعي.
  2. استخدام التقنيات الرقمية في رفع مستوى الإنتاجية والجودة وتحسين المنتجات أو الخدمات المقدمة للجمهور.
  3. من خلال العمل عن بعد أو العمل الهجين “دمج العمل عن بعد مع العمل المكتبي الوجاهي”، يتم خلق المرونة التشغيلية.

ومن خلال ما تقدم من مبادرات تخص التحول الرقمي، نجد أنها تتعامل مع الموارد البشرية وتلتصق بأهمية المرونة التشغيلية وتنوع في طبيعة العمل، مما يعني الحيلولة دون الوقوع في أزمات تقديم الخدمات التي واجهت المؤسسات العالمية ما يعج العام 2020. وفي الوقت الذي تم ربط رفع الإنتاج والأداء وتحسين الخدمات بالرقمنة، فهذا قد بني على كيفية استخدام الرقمنة في المؤسسات وليس فقط توفر الآلات والأدوات التقنية في المؤسسات. ويفسر ذلك ما تم ذكره في مبادرة خفض التكلفة والموازنة المالية من خلال التقنيات الرقمية.

الإدارة العليا والقدرة على نجاح الرقمنة

  1. يجب تمتع قادة ومسؤولي التكنولوجيا في المؤسسات بالمصداقية والشفافية والحوكمة لمواجهة تداعيات الرقمنة في بيئة العمل.
  2. حسن التصرف مع الموظفين الذين قد يتم الاستغناء عنها في المؤسسات التي تحولت من بيئة تقليدية وورقية إلى بيئة تقنية ورقمية.
  3. من الأهمية النظر إلى التحول الرقمي من منظور العقلية الرقمية وجوهر العمل وليس من خلال الدعم لأعمال المؤسسات.
  4. انطلاق مديري تقنية المعلومات لفضاء رقمي واسع والتمتع بالمهام والأدوار الحيوية في مجال التنمية الرقمية المستدامة.
  5. الرقمنة عملية مستمرة ويواكب المديرين في قسم المعلومات وغيره كيف يحدث التطور والدمج والتحول والحصول على القيمة للأعمال
  6. تحويل ثقافة الرقمنة إلى استثمار تقني مدعوم بالمهارات الجديدة اللازمة في العالم الرقمي.

الخُلاصة

أحدثت التقنيات الجديدة والثورة التكنولوجية تغيراً كبيراً في السلوك الوظيفي والعمليات الإدارية والتنفيذية في المنظمات والشركات، وظهر أن التحول الرقمي، يمثل الأولوية في اهتمامات الشركات وفي الخطط الاستراتيجية لها، ولن يتوقف بحثها عن تقنيات جديدة وذكية، من أجل استمرارها في التنافس المؤسسي واستمرارية تقديم الخدمات للجمهور ورفع مستوى الجودة والإنتاج والأداء.

إن الرقمنة والابتكار هي المعنى العملي والحقيقي لها هو إحداث التغييرات في المؤسسة بما يخدم السعي الدائم للتميز والتأقلم مع المتغيرات العالمية وتسارع التكنولوجيا والاحتياجات العالمية وتنوع مهارات وخبرات الموارد البشرية.


اقرأ ايضا كيف ساهمت إدارة الرقمنة في استمرارية الأعمال

Share this content:

إرسال التعليق

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.