جاري التحميل الآن
×

نموذج التحول الرقمي في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة

نموذج التحول الرقمي في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة

نموذج التحول الرقمي في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة

يرتكز العصر الحالي على دعامة أساسية وهي المعلوماتية، ونظراً للتدفق الهائل للمعلومات في جميع المجالات، والتطورات العلمية والتقنيات الحديثة التي يشهدها العصر، يجب على المنظمات والأجهزة الحكومية بمختلف أنشطتها أن تضع الخطط والسياسات لتطوير بنيتها التكنولوجية والمعلوماتية الداخلية ووسائل الاتصال والاهتمام بإعداد وتنمية الكوادر الفنية المتخصصة في تقنية المعلومات الذكية والشبكات ونظم الاتصالات والاتجاه إلى الإدارة الذكية باستخدام وتفعيل إمكانات البيئة الرقمية الذكية في كافة أوجه نشاطاتها. ومن أبرز المؤسسات التي تبنت فكر التحول الرقمي في الآونة الأخيرة هو الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بجمهورية مصر العربية.

النموذج:

تم إنشاء الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بالقانون رقم (118) لسنة 1964، ويهدف الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة إلى إصلاح نظم الإدارة الحكومية وتحقيق أهداف الإصلاح الإداري وتطوير مستوى الخدمة المدنية وتطوير الأداء بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، وتحقيق العدالة بين العاملين، والتأكد من مدى تنفيذ الأجهزة الحكومية لمسؤولياتها في مجال الإنتاج والخدمات، كما يهدف لإجراء التفتيش على أعمال الإدارات الحكومية وإرسال نتائج التقارير إلى الجهات المعنية لتساعدها في عمليات اتخاذ القرار، إضافة إلى اقتراح الأفكار التي تساهم في تطوير نظم المعلومات الإدارية في الجهاز الإداري للدولة وتسهيل تنفيذ السياسات والخطط القومية.

تجربتة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في التحول الرقمي:

يتعامل القطاع الحكومي مع كافة فئات المواطنين، لذا فإن هذا التعامل يتسم بالتنوع وتعدد وسائله واختلاف إجراءاته وخطوات التنفيذ وبالرغم من ذلك فإن أجهزة القطاع الحكومي لا زالت تتعامل بأساليب الإدارة التقليدية أو الإدارة الإلكترونية البسيطة. مما لا يتناسب مع أهمية ذلك القطاع والتطور الحادث في الدول العربية والأجنبية في ذلك المجال.

يتوافر في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الدعم التقني والفني اللازم لإعداد التطبيقات اللازمة لأداء الأعمال ولخدمة عمليات الاتصالات الداخلية والخارجية مع الجهات المستفيدة. كما يعتمد الجهاز على الأرشيف الإلكتروني أكثر من التعاملات الورقية. ويتوفر لدى الجهاز شبكة داخلية جيدة تسهل من عملية إرسال المعلومات أو استقبالها بين مختلف الوحدات والمكاتب الإدارية، ومع البيئة الخارجية أيضاً.

يقدم الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة دورات تدريبية وورش عمل للموظفين بصورة مستمرة بخصوص تنمية مهارات الأفراد فيما يتعلق باستخدام أجهزة الحاسب الآلي والتواصل الإلكتروني وكيفية العمل على التطبيقات الحديثة. كما يتوفر الوعي الكافي لدى العاملين بمزايا استخدام تطبيقات الإدارة الرقمية الذكية.

توجد قناعة كبيرة لدى المسئولين بالجهاز بأهمية استخدام تطبيقات ووسائل الإدارة الإلكترونية الذكية. وتوفر الإدارة الدعم المادي اللازم لاستمرارية تدريب المتخصصين على التطبيقات الحديثة. كما أن الأجهزة الإلكترونية والمعدات وشبكات الاتصال اللازمة لتفعيل الإدارة الرقمية بالجهاز متوفرة بشكل كافي. وتقدم الإدارة الدعم المالي اللازم لإعداد وشراء وتصميم النظم والتطبيقات الحديثة التي يحتاجها الجهاز لتفعيل الإدارة الرقمية.

تسعى إدارات الدعم التقني والفني باستمرار لتقديم المعونة من أجل تحقيق أعلى مستوى من الجودة في تقديم الخدمات. كما يتم دراسة الاحتياجات التدريبية التكنولوجية للعاملين وفق الأنشطة والخدمات والأدوار التي يؤدونها. وبخصوص هذا الشأن فإنه يتم توزيع استبانات الاستقصاء الإلكترونية للتنويه والتوعية عن الخدمات الإلكترونية والتعريف بها لشرائح المتعاملين المستهدفة. وتتوافر نظم استعلامات جيدة للتعرف على شكاوى المتعاملين مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ويتم فحصها وتحليلها بشكل إلكتروني.

 ولعل أبرز الاسهامات التي قدمها جهاز التنظيم والإدارة هو تقديمه مشروع قانون لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عام 2019، يفيد بضرورة استحداث وحدات إدارية جديدة تحت مسمى إدارة نظم المعلومات والتحول الرقمي بجميع جهات ومؤسسات الجهاز الإداري بجمهورية مصر العربية. ويتكون هذا التنظيم وفقاً للقانون المقترح من ثلاث مستويات، تمثل الأول في البنية الأساسية وتأمين المعلومات، والثاني للنظم والتطبيقات والدعم الفني، والثالث خاص بالإحصاء والتقارير والنشر الإلكتروني. وفي عام 2022 أصدرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات دليلاً إجرائياً يوضح آليات استحداث الأقسام الإدارية وإدراجها بالهياكل التنظيمية للمؤسسات الحكومية، ويعد هذا الأمر بمثابة موافقة علنية على الاقتراح الذي قدمه جهاز التنظيم والإدارة إلى الوزارة بخصوص التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية.

ولقد ساهمت النظم الإلكترونية التي أدخلتها إدارة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في تطوير المهارات الإدارية والتقنية لجميع العاملين بالجهاز. كما أنها ساهمت بشكلٍ قوي وفعّال في تحسين الإجراءات الخاصة بتقديم الخدمات من خلال تحليل البيانات المرتبطة بهذه الخدمات الإلكترونية. ولاشك أن هذه النتائج الإيجابية التي تحققت ولا تزال تؤتي ثمارها في وقتنا الحالي كانت بسبب تذليل كافة العقبات من أجل تدريب العاملين على استخدام التطبيقات الذكية المتوفرة لتقديم الخدمات للمتعاملين مع الجهاز.

خاتمة:

إن التحديات التي يمر بها العالم في عصرنا الحالي أجبرت المنظمات على إجراء الكثير من التحولات في مختلف الأصعدة، ومن بين هذه المنظمات كان الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الذي بدأ تنفيذ آليات تساعد في نجاح التحول الرقمي بشكل داخلي، كما أن الجهاز لم يكتفي بهذا القدر، بل قدم مقترحاً لوزارة الاتصالات في عام 2019 يسهل من عملية التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية، وقد تم اعتماد المقترح في 2022 بواسطة وزارة الاتصالات.

ولا شك أن كل الجهود الداخلية التي بذلها الجهاز، كالدعم المالي والتقني والتدريبي للأفراد وتخصيص موازنات ملائمة لشراء الأنظمة وتدعيم البنية التحتية قد ساهم في تطوير المهارات الإدارية والتقنية لدى جميع العاملين بالجهاز، كما أدى إلى تحسين تقديم الخدمات للفئات المستهدفة، وسهل من عملية جمع وتحليل البيانات التي تساعد المديرين في اتخاذ قرارات صائبة.

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.