جاري التحميل الآن
×

التحول الرقمي في البنك الوطني الجزائري

التحول الرقمي في البنك الوطني الجزائري

التحول الرقمي في البنك الوطني الجزائري

        فرض العصر الرقمي العديد من التغيرات في كل القطاعات وعلى رأسها القطاع المصرفي الذي يعتبر من القطاعات الأولية التي تبنت الرقمية والتحول الرقمي في البنوك مما سمح بتشكيل قوة دافعة لتحقيق النمو والاستدامة خاصّة مع توسع استعمال وتطبيق التقنيات الرقمية في تنفيذ العمليات والاستفادة من الخدمات المالية المتاحة في إطار العمل الرقمي، مما فتح المجال لتلبية احتياجات ورغبات العملاء في الوقت والزمان الملائمين بالإضافة إلى تحقيق العديد من المزايا والأهداف، ومن بينها تحقيق الميزة التنافسية المستدامة بناء على استراتيحيات تسمح بتنفيذ العمليات المالية في أقصر وقت وبأقل التكاليف مع أكبر قدر من المزايا للإلمام بالتغيرات في بيئة الأعمال الحالية التي تتطلب من البنوك باختلافها مواكبة التغيرات في البيئة المصرفية الرقمية.

في إطار تبني التحوّل الرقمي في مختلف دول العالم أدرجت الجزائر تكنولوجيا الاتصال منذ سنة 2001 واعتمدت استراتيجيات تحول رقمية منذ سنة 2008 فيما يصب في مشروع الجزائر الذي أطلقته وزارة المالية لتحقيق العديد من الأهداف التنموية القائمة على الابتكار والتكنولوجيا في كل القطاعات ومن بينها القطاع المصرفي، وتحديداً البنك الوطني الجزائري.

نموذج التحول الرقمي في البنك الوطني الجزائري:

        البنك الوطني الجزائري هو أول بنك تجاري وطني، تم تأسيسه في عام 1966، حيث مارس كافة النشاطات المرخصة للبنوك التجارية، كما تخصص إلى جانب هذا في تمويل القطاع الزراعي، وتم خصخصة البنك في 1982 لينبثق عنه بنك الفلاحة والتنمية الريفية، كما يعتبر البنك الوطني الجزائري أول بنك يحصل على الاعتماد في الجزائر بتاريخ 05 سبتمبر 1995، وفي يونيو 2018 زاد رأس مال البنك الوطني الجزائري من 41.6 مليار دينار جزائري إلى 150 مليار دينار جزائري.

        يضم البنك الوطني الجزائري 216 وكالة موزعة عبر كامل التراب الوطني و 19 مديرية جهوية و 145 موزع الي للأوراق النقدية ( DAB )، إضافة إلى 100 شباك آلي ( GAB )، ويشترك البنك في خدمة تبادل المعطيات الالكترونية ( EDI ) مع العديد من المؤسسات، كما بلغ عدد الحسابات البنكية التي أصدرها البنك حوالي 2.9 مليون حساب بنكي و 34 ألف حساب مشترك في الخدمات المصرفية الإلكترونية و 4600 محطة دفع إلكترونية.

تجربته في التحول الرقمي:

يشهد القطاع المصرفي الجزائري عدّة تحولات لتطوير المحتوى الرقمي والخدمات عبر الإنترنت التي تسمح بتحسين جودة الخدمات المالي، فقد اتخذت الجزائر عدّة إجراءات متعلقة بالتحول الرقمي سواء في الجانب التشريعي أو من خلال توفير البنية الملائمة لتطبيق آليات وتقنيات الرقمنة على مستوى البنوك، وقد ساعد انتشار جائحة كورونا في تسريع أتمتة العديد من العمليات المصرفية في البنوك.

أعلن البنك الوطني الجزائري عن إطلاق خدمة جديدة عن بعد تتمثل في الرسائل القصيرة الخاصة بالبطاقات البيبنكية ” SMS CARD ” تسمح بإعلام الزبائن عبر رسائل نصية قصيرة عن أرصدة حساباتهم، بالإضافة إلى العمليات التي قاموا بها باستخدام بطاقاتهم البنكية في أيّ وقت، وفي 13 أكتوبر 2020 تم تدشين تسعة وكالات رقمية في عدّة ولايات من الوطن وهي عبارة عن فضاء مخصص لأجهزة الصراف الآلي (موزع أوتوماتيكي للأوراق “DAB” وشباك أوتوماتيكي للبنك “GAB”، تتيح القيام بمختلف العمليات البنكية بسهولة وبكل أمان وفي أي زمان عن طريق البطاقة البنكية CIB.

كما أطلق البنك خدمة BNA.net، وهي خدمة تسمح بتصفح الحساب البنكي مع توفير الأمان الكافي على مدار الأسبوع، بواسطة الموقع الرسمي أو بواسطة تطبيق عبر الهاتف المحمول Bnatic. وتسمح هذه الخدمة للمتصفحين بالاطلاع على الحساب وتاريخ دقيق ومفصل حول الرصيد لمدة 23 شهراً كما تسمح بإصدار التحويلات إلى الغير وطلب دفتر الشيكات مع البطاقات البنكية إضافة إلى التسديد الجبائي عبر الإنترنت مع تقديم خدمة الرسائل الإلكترونية للتواصل مع المصرف المخصص.

دشن البنك خدمة تبادل المعطيات المرقمنة، التي تسمح بتحويل الأجور لأصحاب المؤسسات بصورة آلية بواسطة تكنولوجيات حديثة عصرية وفعالة. كما وفر البنك خدمة الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت، التي تسمح بإتاحة الفرصة للعملاء من أجل القيام بمختلف عملياتهم كتسوية الفواتير وخدمات الإنترنت المختلفة التي تقبل هذه الوسيلة مع اشتراط توفر البطاقة البنكية CIB، التي تقوم بتسهيل خدمات الدفع من أيّ مكان وعلى مدار الساعة.

أطلق بنك الجزائر الوطني تطبيق WIMPAY-BNA الذي يسمح بتسديد مختلف المشتريات والفواتير ببساطة وبسرعة عبر الهاتف المحمول، من خلال تصوير أو مسح رمز الاستجابة السريعة للأفراد والمؤسسات والمهنيين، ويتيح هذا النظام إجراء عمليات التحويل وطلب الأموال من مستخدم لآخر، مشاركة فواتير الاستهلاك وتيسير الميزانية والاطلاع على كشف العمليات المنجزة وكشف طلبات تحويل الأموال (المستلمة، المرسلة)، يسمح للمؤسسات بقبول عمليات الدفع المنجزة عن طريق رموز الاستجابة السريعة QR CODE.

خاتمة:

        يتضح مما سبق أن البنك الوطني الجزائري يمتلك بنية تحتية جيدة نظراً لعراقة وقدم المؤسسة ولأنه عاصر مختلف التحديثات والتغييرات التي طرأت في البلاد عامة والنظام المصرفي خاصّة تماشياً مع التحولات التكنولوجية، كما شكلت التوجهات نحو الرقمنة بيئة أكثر حركية وتنافسية، وفي تحقيق البنك للميزة التنافسية المستدامة يعمل البنك الوطني الجزائري على توفير منصة رقمية ومحتوى رقمي تفصيلي لمختلف العمليات وهو ما كشفته هذه الدراسة، بالإضافة إلى أن البنك يقدم خدمات الكترونية من خلال موقعه الرسمي،

وهي من أهم النقاط الإيجابية التي تم ملاحظتها، إلى جانب الاهتمام بالنشاطات العلمية والمعرفية من ملتقيات، دورات تكوينية مما يعكس التميز في استراتيجيات البنك ويعكس مدى إدراك مسؤولي البنك للعلاقة الموجودة بين تحقيق رضا العملاء والميزة التنافسية، كما يعمل على تبني مختلف أبعاد الميزة التنافسية من خفض للتكاليف بواسطة التكنولوجيا وكذا الإبداع في الخدمات المقدمة، مع الاهتمام أكثر بالجودة والمرونة من حيث الزمان والمكان إضافة الى العمل على تخفيض مدة التسليم إلى العملاء، إلا أنه لا يمكن القول بأن البنك الوطني الجزائري يطبق كل التقنيات والعمليات الحديثة وإنما يسير نحو توسيع نطاق الرقمنة في العمليات حسب ما يسمح به القانون الجزائري الذي يلعب دورا أساسياً في توجيه النشاط المصرفي.

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.