جاري التحميل الآن
×

التحول الرقمي بالمدارس التابعة لإدارة شرورة التعليمية

التحول الرقمي بالمدارس التابعة لإدارة شرورة التعليمية

التحول الرقمي بالمدارس التابعة لإدارة شرورة التعليمية

 لقد طرأت تغيرات جذرية على مفاهيم ووظائف الإدارة في ظل عالم العولمة والشبكة العنكبوتية، وأصبحت الثورة الرقمية ذات آثاراً واسعةً على الإدارة ووظائفها وحولتها من إدارة تقليدية إلى مفهوم الإدارة الإلكترونية التي تقدم أسلوباً أفضل باستخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة. ولقد أصبح التحول الرقمي لغة العصر ومتطلب أساسي وليس اختياري، كما أن التحول الرقمي ليس مكينة العمليات الحالية فقط وإنما تغيير في نماذج العمل بفكر إبداعي وتمكين تقني،

ومن أهمّ مسؤوليات قادة المنظمات التعليمية بوجه عام هو استخدام تقنية المعلومات، وتوظيف الموارد المادية والبشرية المتاحة في إطار إلكتروني حديث لتحقيق الأهداف المرجوة. ونتناول في هذا المقال تجربة الإدارة الإلكترونية في المدارس العامة التابعة لإدارة شرورة التعليمية بالمملكة العربية السعودية، باعتبارها من الاتجاهات الحديثة في ضوء مدخل التحول من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلكترونية وفي ضوء الثورة الرقمية والتحولات في مختلف الميادين، ومنها ميدان التعليم.

التحول الرقمي في مدارس شرورة التعليمية:

إدارة شرورة التعليمية هي إحدى الإدارات التابعة لوزارة التعليم في المملكة العربية السعودية. تهدف إلى تطوير العملية التعليمية في المنطقة التي تخدمها، تعمل على تنفيذ برامج ومبادرات التحول الرقمي في المدارس التابعة لها، مثل برنامج “بوابة المستقبل”، وتسعى الإدارة لتطوير بنية تحتية تكنولوجية قوية تساهم في نجاح تجربة التحول الرقمي. وتضم إدارة التعليم 129 مدرسة قطاعية، 9 مدارس أهلية، ويقدم القطاع خدماته التعليمية لنحو 7556 طالباً بالمرحلة الابتدائية، 2740 بالمرحلة المتوسطة، 1953 بالمرحلة الثانوية، 155 طالب بالتعليم المستمر. وبالنسبة لمدارس البنات فإنه تقدم الخدمة التعليمية لحوالي 7431 طالبة بالمرحلة الابتدائية، 2782 بالمرحلة المتوسطة، 2255 بالمرحلة الثانوية، 261 بالتعليم المستمر. ويعمل بهذه المدارس حوالي 626 معلم، 962 معلمة.

تجربته في التحول الرقمي:

        أطلقت وزارة التعليم السعودية برنامج “بوابة المستقبل” نحو التعليم الرقمي للسعي إلى إيجاد بيئة تعليمية جديدة تعتمد على تكنولوجيا المعلومات في إيصال المعرفة للطالب وزيادة الحصيلة العلمية له، والتخلص من البيئة الورقية التقليدية والتحوّل إلى بيئة تعليمية إلكترونية، ولابد للقائد التربوي أن يمتلك المهارات التكنولوجية والرقمية، وأن استخدام التكنولوجيا كأداة لتحسين التعليم بالنسبة للأفراد عن طريق جعل التعليم أكثر تكيفاً ومرونة.

        وقد لوحظ أن المدارس التابعة لإدارة شرورة التعليمية قدمت بذلك الكثير من الجهود في سبيل إنجاح تجربة التحول الرقمي، إلا أن تطبيق الإدارة الإلكترونية في بعض المدارس ما زال يواجه الصعوبات والعقبات مما أوجد فجوة في استخدام التقنيات الحديثة وتطبيق الإدارة الإلكترونية والذي يحوّل دون مواكبة إدارات هذه المدارس لمتطلبات العصر الرقمي.

        من ضمن الدلائل التي تفيد بأنّ مدارس التعليم العام التابعة لإدارة شرورة التعليمية هو الاعتماد الكبير على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي: (تويتر، واتساب، فيس بوك) في التواصل مع الطلاب وأولياء الأمور، بالإضافة إلى اعتماد المدارس في إصدار النتائج والتقارير الدورية لدرجات الطلاب إلكترونياً، فضلاً عن أن تنظيم سجلات الطلاب والمعلمين والإداريين والفنيين تتم إلكترونياً، كما يتم الاتصال بشكلٍ إلكتروني بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي وإدارة التعليم التي تتبع لها هذه المدارس.

        وتستخدم المدارس التابعة لإدارة شرورة نظاماً إلكترونياً لضبط حضور وغياب الطلاب والمعلمين وانصرافهم، وتقوم المدارس بتنظيم وتوزيع الأنشطة والمهام على العاملين بشكل إلكتروني، وتم تعزيز التواصل التعليمي مع أولياء الأمور من خلال الاتصال عبر الشبكة العنكبوتية. ويتم توفير البنية التحتية للإدارة الإلكترونية والتي تشمل تطوير وتحسين شبكة الاتصالات كأجهزة الحاسب والأجهزة المساندة والبرمجيات وقواعد البيانات.

        وتوفر المدارس التابعة لإدارة شرورة التعليمية الوسائل الإلكترونية اللازمة للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الإدارة الإلكترونية، ومنها أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة والهاتف الشبكي والماسح الضوئي Scanner والطابعات، وغيرها. ويتم تبسيط الإجراءات وخطوات العمل بشكل تقني وهو ما يساهم في تخفيف الأعباء الإدارية، وتقوم المدارس بنشر ثقافة الإدارة الإلكترونية بين العاملين والمعلمين فيها، حيث أطلقت العديد من المدارس التابعة لإدارة شرورة التعليمية بالسعودية برامج توعوية لشرح برامج الإدارة الإلكترونية وآليات عملها لتهيئة العاملين بالمنظمة للتعامل مع تلك المستجدات من التقنيات والوسائل.

        وبالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة في إدارة شرورة التعليمية ومدارسها التابعة لها، إلا أنه من الممكن أن تتحقق نتائج أفضل من ذلك لو تم مراعاة الآتي: عقد دورات تدريبية حول الإدارة الإلكترونية لتمكين الإداريين بالإلمام بالمهارات الأساسية لاستخدامات الحاسبات الآلية وشبكات الإنترنت، إضافةً إلى ضرورة تطوير وتجهيز البنية التحتية في المؤسسات التربوية والتي تشمل تطوير وتحسين شبكة الاتصالات كأجهزة الحاسب والأجهزة المساندة والبرمجيات وقواعد البيانات ومشغلي الحاسب ومبرمجين ومحللي نظم والمصممين اللازمين لتحقيق معدلات نجاح أكبر في عملية التحول الرقمي.

خاتمة:

مما سبق اتضح لنا أن استخدام التكنولوجيا في مجال التعليم لم يعد ترفاً، بل أداة مهمة لتحسين العملية الإدارية والتعليمية، فأصبح الحاسب الآلي يسهل العملية الإدارية ويقدم خدمات متنوعة متعلقة بشؤون العاملين في المدرسة والطلاب، وحفظ الملفات والسجلات، وإعداد الجداول المدرسية، والمراسلات والطباعة وغيرها من الأعمال، لذا كان لا بد من العزوف عن فكرة الإدارة التقليدية، والاتجاه إلى ما يعرف بالإدارة الإلكترونية.

ولقد قامت مدارس إدارة شرورة التعليمية بالعديد من الخطوات الهامة في إنجاح برامج التحول الرقمي بها، ومن بين تلك الشواهد هو استخدام المدارس نظاماً إلكترونياً لتسجيل حضور وغياب الطلاب والمعلمين والإداريين، بالإضافة إلى الاعتماد على العديد من الوسائل التكنولوجية الحديثة في التواصل مع الجهات ذات الصلة بالمدارس، وإصدار الدرجات والنتائج والتقارير الدورية للطلاب بشكل رقمي. وبالرغم من كافة هذه الجهود المبذولة أوصت الدراسة الحالية بضرورة عقد دورات تدريبية حول الإدارة الإلكترونية لتمكين الإداريين بالإلمام بالمهارات الرقمية الأساسية، إضافةً إلى ضرورة تطوير وتجهيز البنية التحتية في المدارس لتسهيل عمليات الرقمنة الحالية.

Share this content:

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.