جاري التحميل الآن
×

التأسيس لعقلية رقمية

التأسيس لعقلية رقمية

التأسيس لعقلية رقمية

تسعى بعض الشركات للتحول الرقمي، وفي نفس الوقت لا يوجد لديها من يملكون الخبرة الرقمية. لذا تقع هذه الشركة في معضلة التخلي عن التكنولوجيا أو التخلي عن الموظفين!؟.

نتوقع أن بيت القصيد، هو ثقافة التكنولوجيا وثقافة التحول الرقمي، وبالتالي صناعة بيئة رقمية تكنولوجية من خلال عقلية وثقافة رقمية. نفكر في التكنولوجيا من أجل أن ندعم تواجدنا واستثمارنا وتنافسنا وقوتنا في العالم الرقمي المتسارع الخطى للأمام. فكيف ذلك؟

علينا أن نمتلك مهارة المرونة والتطور والقابلية للتغيير والبحث وَالتَّعَلُّم لمواكبة العصر وتحديثاته التكنولوجية، والأهم هو اختيار ما يناسب ومؤسساتنا ونشاطاتنا ويحقق أهدافنا ويدعم أفكارنا الاستراتيجية والبقاء والنمو والريادة والاستثمار الناجح في مناحي حياتنا. فاكتساب ثقافة العصر تدعم قوة المواكبة والتقدم في كل المجالات.

إن التحول الرقمي بما يشمل الذكاء الاصطناعي وتكامل الأنظمة والأمن السيبراني، والتقنيات الأخرى التي تعتمد على البيانات وزيادة مهارات الأفراد؛ هو السبيل الوحيد للمضي قدما في الصمود أمام المنافسين في عالم الأعمال والاستثمار، والارتكاز على الابتكار والعولمة لمواجهة الأزمات والركود الذي يصيب العالم.

اقرأ خمس تطبيقات للذكاء الاصطناعي تسهل ممارسة العمليات الادارية في المنظمات الحديثة

عناصر نجاح برنامج التحول الرقمي في المؤسسات 

من أهم عناصر نجاح برنامج التحول الرقمي في المؤسسات، اعتماد برنامج تدريبي نظري وعملي طويل الأمد نسبياً ويعتمد على بناء الفكر والعقلية، بحيث يحصل الموظف على مايناسبه ويقوم بتطبيقه درجة تلو الأخرى، فنحن لا نريد أن نفرض تغييراً جذرياً قاسياً بين ليلة وضحاها. فالموظفين يتعلمون بشكل أفضل في بيئة العمل ويتم تحسين مهاراتهم الرقمية والتكنولوجية، ورفع مستوى الكفاءة لديهم وتزويدهم بالخبرات المتنوعة فيما يخص التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي. ودون ذلك فإن الانطلاقة الرقمية في المؤسسات سوف تعيق النمو والتطوير المؤسسي.

إن التحول الرقمي يحتاج بالفعل إلى تعلم المهارات التكنولوجية الجديدة، بجانب تحفيز الموظفين لاستخدام مهاراتهم وتعزيزها لخلق فرص جديدة والتمتع بالمواهب الرقمية التي سوف تكون المعيار الأساسي للتوظيف. كذلك سوف تخضع شروط الترقيات للتقييم الخاص بالإمكانات الرقمية التي يتمتع بها الفرد وتستفيد منه المؤسسة. وقد يتساءل البعض، وما الفرق بين اكتساب المهارات في المؤسسات التقليدية وتلك التي تعتمد على الرقمنة؟.

الجواب حقيقة يكشف لنا عن أهمية تمتع كل فرد -بجانب المؤسسة في برامجها- بالعقلية الرقمية، وتلك العقلية هي مجموعة من المواقف والسلوكيات التي تمكن الأفراد من أن يتحولوا إلى قوة مرنة، وتتمكن المؤسسات من رؤية كيف تستخدم البيانات (ومنها الضخمة)، والخوارزميات والذكاء الاصطناعي وأي من التقنيات الذكية المدعومة بالبيانات.

ومرة أخرى يلح علينا سؤال آخر حول المعيقات والعثرات التي تواجه المؤسسات وكما العاملين بالتمتع العقلية الرقمية؟ ولن نكون مجاملين أو نغرق في النظريات البعيدة عن الواقع، فالعقلية الرقمية تواجه مخاطر ومعيقات ومنها كيفية إعداد الأشخاص ليتمتعوا بثقافة تنظيمية رقمية تختلف تماماً عن تلك الثقافة التنظيمية التقليدية، وأيضاً إعادة تصميم بيئة العمل لتصبح أكثر مواءمة للأنظمة والعمليات الرقمية، ضمن خارطة رقمية متكاملة.

لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها

كثير منا يعرف هذا المثل، وهو بالفعل ما نحتاجه اليوم في عالم التحول الرقمي، فليس المطلوب أن نحول المؤسسة إلى رقمية في الوقت الذي يفتقر فيه الموظفون للمهارات والأدوات اللازمة للتطوير والابتكار. فالموظفون الذين يطورون العقليات الرقمية أكثر نجاحاً في وظائفهم، ولديهم رضا أعلى في العمل، ويزداد احتمال حصولهم على ترقيات أعلى، ويأخذون بالمؤسسة إلى نجاح استراتيجيتها وقدرتها على التنافس والرشاقة المؤسسية والرفاهية.

وهذا الأمر يحتاج إلى تطوير العقلية الرقمية بما يخص مدى استيعاب الموظفين لمهامهم وتفاعلهم مع الأدوات الجديدة، واستخدامها وتحقيق الأداء الأفضل. أي بمعنى الذهاب إلى التغيير الرقمي الجذري، وينطوي على تغيير القيم والمعايير والمواقف والسلوكيات المشتركة.

التأسيس لعقلية رقمية في فريق العمل

كما دائما نتحدث عن معايير وسمات فريق عمل متميز، لنقول إن الأعضاء يجب أن يكون لديهم انسجام وفهم للمهام الجزئية والكلية والقدرة على العمل كفريق واحد للحصول على النتيجة المثلى والمطلوبة في الوقت المحدد وتحقيق الأهداف المرجوة بجودة عالية، فإن عملية التحول الرقمي هي هدف يشترك الفريق في الوصول له، وأفراد الفريق سيكون منهم الملهم صاحب الشغف بالتحول الرقمي، والمحبط غير قادر على تفهم التغيير ومتطلباته، والمضطهد الذي يشعر دائما بأن له حقوقا منقوصة وعليه واجبات أكبر مما يأخذ وبالتالي ينظر للتحول الرقمي كمعيق لطموحه وقدرته على الوصول لحقوقه! وهناك الفرد غير المبالي والذي في العادة غير منسجم وتقييمه العام شيء ولا يكترث للانتقادات أو تحمل المسؤولية سواء على مستواه الفردي أو على مستوى المؤسسة.

والسؤال هنا كيف يمكن لهؤلاء في المؤسسة الواحدة أن يصلوا إلى مستوى مقبول من التحول الرقمي؟ في هذا ننظر إلى قيادة المؤسسة وقدرتها على تعزيز أعضاء الفريق الرقميين أو من يتميزون بالعقلية الرقمية، وتصنيف الموظفين الآخرين وتوزيعهم إلى مجموعات وإخضاعهم لدورات من التعلم والتدريب وهناك من يتحدث عن التدوير الوظيفي أو تغيير مهام كل فرد واستقطاب أصحاب المواهب والمهارات الرقمية والتقنية وجذبهم وتدعيم بيئة العمل بهم وبالتجارب الرقمية وقصص النجاح.

قصة نجاح 

ومن قصص النجاح، والأمثلة الناجحة، ما تمثله شركة موديرنا Moderna “شركة التكنولوجيا الحيوية والأدوية الرقمية”، حيث حددت وفق البحث الذي أجراه أساتذة كلية هارفارد للأعمال، ماركو يانسيتي وكريم لأخاني، أسس ومكونات الشركة في الوصول إلى أهدافها، والمعروف أن الشركة حصلت على براءات اختراع لتصنيع لقاحات ضد فيروس كورونا وقد نجحت في ذلك بفضل ثلاثة عوامل وصلت بها إلى التكامل التكنولوجي وبأدوات تكنولوجية:

  • الوصول إلى البيانات الضخمة ومعالجتها بصورة رقمية.
  • اعتماد الشركة على الحوسبة السحابية مما منحها المرونة الكبيرة
  • قدرتها على بناء خوارزميات الذكاء الاصطناعي لأداء عمليات البحث والتجريب والتطوير والتسويق.

ومن خلال العوامل السابقة، نفذت ” موديرنا ” عمليات رقمية ذات جودة عالية، وقدمت حلول رقمية متقدمة ومقنعة حول اللقاح، واعتمدت على التحليل الرقمي في نفس الوقت، وما كان هذا لينجح لولا وجود بنية مؤسسة على العقلية الرقمية في بيئة العمل داخل الشركة، أوصلتها لأن تكون في مقدمة الشركات الدوائية المنافسة عالمياً.

الخلاصة

من قصة نجاح شركة موديرنا ندرك أنه يجب الاستمرار في الوصول إلى العقلية الرقمية، ومراقبة جهود التحول والتقييم باستمرار، وباتجاه تطوير قدرات الموظفين وتعزيز مهاراتهم وكفاءاتهم وقناعاتهم؛ للوصول الى الرقمنة المؤسسية وتحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح والميزة التنافسية.

وكما يجب على قيادة المؤسسات دراسة كيفية تدفق المعلومات داخل المؤسسة وإزالة العقبات والمخاطر وتحويل الفرص إلى قوة نجاح وهو ما يمكن أن يقود عملية التغيير والتحويل من الأعمال الروتينية والتقليدية والتي تحتاج لجهد أكبر ووقت أطول، إلى عملية رقمنه تختصر الوقت وتقلل الجهد وترفع من مستوى الدقة في الأداء والجودة في النتائج ورفع نسبة الأرباح والتسويق الداخلي والخارجي.

المراجع

مرجع 1

مرجع 2

مرجع 3

مرجع 4

Share this content:

إرسال التعليق

error: حقوق هذا المحتوى تعود لصالح إيتنوم انتربريس
المحادثة
1
مساعدة؟
Scan the code
ُإيتنوم
تحية طيبة،
يسعدنا تواصلك معنا...
سنكون فخورين إذا أخبرتنا كيف يمكننا أن نعزز نجاحك. تفضل نحن بالخدمة.