أهمية إدارة المعرفة للتنمية المستدامة
تعتبر الاستدامة البيئية من أهم موضوعات إدارة المعرفة. ونحن في عصر التحول الرقمي، نجد أن هناك قصوراً واضحاً في توجيه الباحثين نحو رسم خريطة للتحول الرقمي في مجال الاستدامة البيئية وإدراك أهمية إدارة المعرفة للتنمية المستدامة، مما يشير بوضوح أن هناك مؤسسات تعني بالرقمية دون أن تمارس رقمية الاعمال، وهو ما يعرف بالفوضى، والاضطرابات غير المسبوقة في المجتمع والصناعة والمؤسسات التي حفزها التقدم في التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء.
ولا شك ان الباحثين يجدون صعوبة واضحة في تحقيق التحولات الرقمية في الكثير من المجالات، ومنها مجال التحكم في التلوث وإدارة النفايات والإنتاج المستدامة والاستدامة الحضرية. وكل ذلك يرتبط ارتباطاً مباشراً بالقدرات التنظيمية والأداء واستراتيجية التحول الرقمي فيما يتعلق بالاستدامة البيئية والتي تشكل ركيزة من ركائز إدارة المعرفة في السنوات الأخيرة وفي المستقبل القريب.
أهمية التحول الرقمي في الاستدامة البيئية
تطلق كثير من الدول رؤيتها للاستدامة البيئية، وتضع استراتيجية ذات أهداف ذكية تعتمد على التوعية بالقطاعات ذات التأثير الإيجابي على البيئة، ويعتبر التحول الرقمي من أهم الأدوات المستخدمة في ذلك. وتطمح كثير من المجتمعات غير المنخرطة في عالم التكنولوجيا الرقمية إلى الآن بالعمل على التغيير التدريجي وبخطوات تساعدها في الوصول الى المستوى المطلوب، ومنها ما بدأ في رقمنة المعاملات ونشر ثقافة التحول الإلكتروني عبر برامج مختلفة في مؤسساتها الربحية وغير الربحية، لهدف الالتحاق ببرامج الاستدامة العالمية. ( Dallemand)
عصر المعلومات وبيئة الاستدامة
لا أحد يمكنه أن يفصل عصر المعلومات عن الرقمنة، فهذا عصر قوة العلم وإتاحته بكل يسر وانفتاح للباحثين عن المعرفة والراغبين في التعلم وتنمية الثقافات والمهارات والتزود بالمعلومات ومعالجة البيانات الضخمة، وبلا شك في أن المجتمع الذي يركز على البحث العلمي؛ سيصل إلى الجودة والاستمرارية في التطوير للمنظومات المجتمعية والتعليمية والصحية والاقتصادية وغيرها. ولا يوجد عذر لمن يمتلك تلك القوة والإمكانيات البحثية، ويغفل عن إنجاز الدراسات العلمية والتطبيقية حول التنمية المستدامة المرتبطة بالتحول الرقمي. ( C. Esty، 2003)
تنوع المعارف والمكتسبات الثقافية
إن تنوع المعارف والمكتسبات الثقافية العامة في التحول الرقمي، يعمل على إكساب الفرد والمؤسسة مرونة الاستمرارية في التعلم واكتساب مرونة الاستمرارية في التطوير التكنولوجي والمساهمة في نشر العلوم والمعارف الموثوقة عن البيئة المستدامة، وتساعد الرقمنة في أوسع عملية توزيعاً ووصولاً وتسويقاً للمساهمة. (Tucci, 2014)
إن عصر المعلومات هو عصر الحاسوب والعصر الرقمي والوسائط الاجتماعية والأجيال التكنولوجية، ولقد أصبحت الدول التي تبنى رؤيتها على المعلومات الرقمية، ذات قيمة وقوة وقدرة على تنفيذ الخطط وقياس النتائج والأثر وتحقيق القيمة التي يمكن تعريف مخرجاتها بالتنمية المستدامة. (Web Searching Skills، 2022)
وبالتالي فإن التنافس المؤسسي والعولمة الاقتصادية، قد حددت الشركات الناجحة بالأعمال التي تُبْنَى على المعلومات الرقمية وَتُعْرَف المستهلكين بشكل أفضل. ( Kumar ، 2021)
دور إدارة المعرفة في التحول الرقمي
هناك متطلبات أساسية للتحول الرقمي الناجح وهي: المعلومات المراد رقمنتها كاملة وذات صلة وصحيحة؛ عملية الأعمال المختارة للرقمنة لديها القدرة على تعظيم عوائد الاستثمار، صبغ المؤسسات بالطابع القائم على التعلم وخدمة العملاء واحتياجاتهم، الممارسة الرقمية باتجاه ترسيخ البيئة المستدامة في أنحاء المؤسسات والشركات، وقدرة المؤسسات على التعلم من خلال إدارة المعرفة الفعالة.
إدارة المعرفة والتنمية المستدامة في البيئة الرقمية
تشير إدارة المعرفة إلى فن وعلم تحسين تدفقات المعرفة داخل المنظمة، ومعالجة البيانات وتحويلها إلى معلومات، وهذه من أسس التحول الرقمي وتطوير أفضل الوسائل الرقمية لاكتساب المعرفة وردم الفجوة بين النظرية والتطبيق. وينتج عن ذلك وعي رقمي بأهمية إدارة المعرفة وربطها بالتنمية المستدامة. وكلما ارتفع منسوب الخبرة لدى المؤسسات، كلما استطاعت التعامل السلس والناجح مع تقنيات تبادل المعرفة، والاستثمار الناجح في التقنيات الرقمية قبل الشروع في الرقمنة.
وكما تساعد إدارة المعرفة في تحديد ما يجب رقمنته وكيفية رقمنته على النحو الأمثل. وربطه بالتنمية المستدامة، مما يقود لتقليل التكاليف المرتبطة بالتحول الرقمي وتحقيق أهداف التنمية والتركيز المستمر على بناء وتطوير وتطبيق إدارة المعرفة وتلبية احتياجات العملاء الرقميين. ( Russ، 2021)
تمكين المرأة في البيئة الرقمية
إنَّ تعمقنا في التكنولوجيا الرقمية وارتباط الإنجازات الرقمية بها، يدعم ثقتنا في أن كل هدف من أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة للألفية الراهنة، يمكن تحقيقه وتطويره وتعزيزها بالعمل اللائق.
ومن أهداف التنمية المستدامة، تمكين المرأة. ولنأخذ أمثلة إحصائية لنتبين كيف يمكن أن يكون للرقمية دور في تمكين المرأة وانتزاع حقوقها من المجتمع.
إن عدد النساء اللائي يستخدمن الإنترنت على مستوى العالم، يقل بنسبة 12 % عن عدد الرجال. ولقد ضاقت هذه الفجوة في معظم المناطق خلال الفترة ما بين عملي 2013، و2017، وبالمقابل فإن نسبة الاتساع تزداد وقد اتسعت في أقل البلدان نمواً إلى نحو 30 في المئة، وفي بعضها نحو أقل بالثلث.
دور التحول الرقمي في إدارة الوظائف الجديدة
وكما تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن التحول إلى اقتصاد أكثر خضرة يمكن أن يوجد 24 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2030، من خلال اعتماد ممارسات مستدامة في قطاع الطاقة واستخدام المركبات الكهربائية وزيادة كفاءة استخدام التحول الرقمي في مجالات الطاقة وخاصة في قطاعات البناء الحالية والمستقبلية. (These are the sectors where green jobs are growing in demand، 2021)
التكنولوجيا الرقمية والحقوق الشخصية
تعمل التكنولوجيا اليوم على أساس البيانات، فهي توفر القدرات لتمكين الأفراد وتحسين رفاه البشر وتعزيز الحقوق العالمية وتوفير الحماية للأشخاص، وبل تنظيم ملكية البيانات الشخصية بشكل أفضل (حقوق الملكية)
وعندما نعلم أن نصف سكان الكرة الأرضية يستخدمون التكنولوجيا الرقمية، من قبيل تجميع البيانات والذكاء الاصطناعي، لتتبع المشكلات وتشخيصها في مجالات حيوية مختلفة، تصل إلى دفع الفواتير والدفاع عن حقوق الإنسان. وتربط وسائل التواصل الاجتماعي ما بين قرابة نصف سكان العالم بالكامل، نتفهم أين وصلت الأمور في الاتصال والتواصل بين الأشخاص في جميع أنحاء العالم وبكل اللغات، هنا نفهم كيف يمكن إدارة المعرفة والتنمية المستدامة من خلال الرقمية التي يمكن أن نتعرف من خلالها على خوارزميات التواصل الاجتماعي.
ولكن على الرغم من كل هذا، نجد أن هناك من يعانون من انتهاك الخصوصية والشكوى من رصد تحركاتهم ومشترياتهم ومحادثاتهم وسلوكياتهم. وأمام هذه التخوفات، يبقى السؤال: هل يمكن توفير الأدوات اللازمة لاستخراج البيانات واستغلالها للأغراض الخاصة دون المساس بالحقوق الشخصية؟ وهل يمكن حجب قدرات الوسيط في وسائل التواصل الاجتماعي من اختراق سرية المشتركين، أم أن التحول الرقمي برغم كل إيجابياته، يجب أن نعي تماما محاذيره وسلبياته.
التكنولوجيا الرقمية والأداء
تعد إدارة المعرفة، التنمية المستدامة، والتكنولوجيا الرقمية؛ عوامل تمييز مهمة بشكل متزايد لكل من الاستراتيجية والأداء. وتظهر أمامنا دروس مهمة في هذه المجالات، تتمثل فيما يلي: استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحقيق التميز الاستراتيجي في مشاركة العملاء والابتكار؛ بناء أصول الملكية، مثل البرامج والبيانات والذكاء الاصطناعي، ودمجها مع بنية قابلة للتطوير وقائمة على السحابة الإلكترونية لخلق ميزة استراتيجية؛ والتركيز على البحث عن المواهب الرقمية
مع استمرار المنظمات في اجتياز عصر من عدم اليقين والاضطراب الهائل، وبالنسبة لجميع الشركات الأخرى، تظهر ثلاثة دروس: استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحقيق التميز الاستراتيجي في مشاركة العملاء والابتكار؛ بناء أصول الملكية، مثل البرامج والبيانات والذكاء الاصطناعي، ودمجها مع بنية قابلة للتطوير وقائمة على السحابة لخلق ميزة إستراتيجية؛ والتركيز على البحث عن المواهب الرقمية للموظفين الجدد، وتطوير الأداء والسلوك الرقمي للمديرين التنفيذيين في الشركات. ( LaBerge، 2022)
اقرأ ايضا:الإعلان عبر محركات البحث
الخُلاصة:
إن عصر المعلومات هو عصر الحاسوب والعصر الرقمي والوسائط الاجتماعية والأجيال التكنولوجية، وأصبحت الدول التي تبنى رؤيتها على المعلومات الرقمية، ذات قيمة وقدرة على تنفيذ الخطط وقياس النتائج والأثر والتطور.
وتعد إدارة المعرفة، التنمية المستدامة، والتكنولوجيا الرقمية، عوامل تمييز مهمة للاستراتيجية والأداء، وكما تعمل التكنولوجيا اليوم على أساس البيانات؛ لتمكين القدرات لتمكين الأفراد وتحسين رفاه البشر وتعزيز الحقوق العالمية وتوفير الحماية للأشخاص. وتحديد ما يجب رقمنته وكيفية رقمنته على النحو الأمثل. وربطه بالتنمية المستدامة، لتساهم في تلبية احتياجات العملاء الرقميين.
Share this content:
إرسال التعليق